• منْ يعرف وزير الثقافة والإعلام والسياحة خالد الإعيسر يمكن أن يتخيل قوة انسحابه مع وفده من اجتماعات الأمم المتحدة للسياحة، احتجاجاً على ترشيح مندوب الإمارات في منصب الأمين العام، لأن الرجل يمتلك كبرياء ووطنية وقوة حجة تجدها عند قلة، والناس تعرفه منذ بداية الحرب عندما صال وجال في القنوات الفضائية في الخارج متصدياً لكبرى الشركات الإعلامية المساندة لمليشيات الدعم السريع، فاستحق لقب (السخوي) وهي الطائرة الحربية التي كانت تتصدى لهم عسكرياً، في قناعتي إن انسحابه كان رجولياً وحتماً ترك أثراً في نفوس المجتمعين إن لم يترجموه بمساندة الوفد في مطلبه، إلا أنه أدى رسالة قوية تعبّر عن غضب السودانيين من الإمارات حيال ما فعلته وتفعله في قيادة وتمويل الحرب في السودان، وأظنه الموقف الذي يجب أن يقوم به كل سوداني وفي كل محفل عربي أو عالمي.
• القاعدة العامة التي يجب أن نؤمن بها، إن الغرب لا يعترف بالضعيف، يتعامل معك بعنف، فإذا وجدك قوياً وثابتاً، يغير سياسته إلى سياسة ناعمة؛ لذلك يجب أن تكون هناك ردود أفعال قوية لكل ما يمس هيبة الدولة، الهبوط الناعم في السياسة الدولية ومع دول الغرب والولايات المتحدة الأمريكية، يعني إفساح المجال للتدخلات، ومحاولة إذلال الحكومة وتحقير الدولة، لذلك موقف (السخوي) هو الموقف الذي يتناسب مع المرحلة، ويتناسب مع الشخصية السودانية القائمة على الشجاعة والثبات. ووجد انسحابه صدى واسعاً في أجهزة الإعلام العالمية؛ باعتباره الفعل المناسب تجاه دويلة دمرت بلادنا، و(شتّت) الشعب ما بين نازح ولاجئ، ونهبت الأموال والموارد، وقتلت النساء والأطفال، ودفنت الرجال أحياء، والرد المناسب (البصق) في وجه ممثلي حكومة أبو ظبي في أي محفل رسمي أم شعبي، وبالتالي ما قام به وزير الإعلام يعبّر عن شعب الداخل، أما أهل الخارج من فئات تأسيس وصمود وقحت والمتماهين معهم فيمتنعون، لأنهم لا يمثلون الشخصية السودانية المقصودة.
• على الشعب السوداني أن يدرك أن بلاده في حالة حرب إقليمية، ويواجه بمخطط يستهدفه في نفسه وفي ماله وفي عرضه، وأن مواجهة ذلك المخطط تحتاج للتكاتف والتعاضد والالتفاف حول قيادة الدولة وتوحيد الرأي والرؤى، وأن كل سوداني نقي يمثل الدولة، وبالتالي لا بدّ أن يقف الموقف الصحيح، لأن المخطط الذي يستهدفه حائط صده التكاتف وتجاوز المرارات، والوقوف بقوة وثبات.
وهناك ضريبة للوطن قد تكون الروح أو الدم أو العرق، وكلها مرحباً بها طالما من أجل الوطن. وإن كان موقف الوفد السوداني في اجتماعات السياحة لم يوقف ترشيح الإمارات في المنصب، ولكن يكفي إنه عبّر عنا كشعب.