
ليدز - «فويس»
• في عالم مليء بالتحديات والصعوبات، تبرز قصص النجاح لتذكرنا بأن الأحلام ليست بعيدة المنال إذا ما قررنا السعي وراءها بكل إصرار وعزيمة. واحدة من هذه القصص الملهمة هي قصة مصطفى عباس، شاب سوداني جاء من بلد مليء بالطاقة والأمل، لكنه أيضاً مليء بالتحديات. مصطفى لم يدع الظروف تقف عائقاً أمام حلمه، بل حول التحديات إلى فرص، واستطاع بفضل إصراره ودعم المجتمع من حوله أن يحقق جزءاً كبيراً من أحلامه.

البداية: من السودان إلى عالم جديد
مصطفى عباس، مثل الكثيرين من أبناء وطنه، نشأ في بيئة مليئة بالطموحات، لكنها أيضاً تعاني من نقص في الفرص. منذ صغره، كان شغفه بكرة القدم يلهمه، وكان يحلم بأن يصبح مدرباً محترفاً يساهم في تطوير الرياضة في مجتمعه. لكن الواقع كان قاسياً، ففرص التدريب والتعلم في مجال كرة القدم كانت محدودة.


عندما جاء مصطفى إلى بريطانيا، واجه تحديات كبيرة. الغربة، الثقافة المختلفة، واللغة الجديدة كانت كلها عوائق أمامه. لكنه كان يعلم أن لديه حلماً، وأن هذا الحلم يستحق أن يكافح من أجله. يقول مصطفى: “كنت أعلم أن الطريق لن يكون سهلاً، لكنني كنت مستعداً لبذل كل ما في وسعي لتحقيق حلمي.”

الدعم المجتمعي: نقطة التحول
بعد التوفيق من الله، كانت الخطوة الأكبر في رحلة مصطفى هي التواصل مع ليدز يونايتد فاونديشن، وهي مؤسسة تهتم بتطوير الرياضة وتدريب الشباب. هذه العلاقة كانت بمثابة نقطة التحول في حياته. المؤسسة لم تقدم له الدعم المادي فحسب، بل قدمت له أيضاً فرصاً تعليمية وتدريبية غيرت مساره تماماً.
من خلال هذه المؤسسة، حصل مصطفى على كورسات تدريب مجانية في مجال التدريب الرياضي، بالإضافة إلى دورات في الإسعافات الأولية وكيفية التعامل مع الأطفال خلال التدريبات. هذه الكورسات لم تكن فقط مفيدة لمسيرته المهنية، بل أيضاً ساعدته على اكتساب مهارات جديدة يمكنه أن ينقلها إلى الآخرين.
بالإضافة إلى ذلك، وفرت له المؤسسة ملابس كرة القدم، الكرات، والمعدات الرياضية اللازمة لتسهيل عملية التدريب. هذا الدعم الكبير ساعده على تكوين فريق منظم بزي موحد، مما أعطاه الثقة والاحترافية في عمله.


تحقيق الحلم: من المتدرب إلى المدرب
اليوم، مصطفى عباس ليس مجرد شاب يحلم بأن يصبح مدرباً، بل هو بالفعل مدرب معتمد، يحمل شهادة تدريب تمكنه من نقل خبرته إلى الأجيال القادمة. يقول مصطفى: “أشعر بالفخر لأنني استطعت تحقيق جزء من حلمي، وأنا الآن قادر على مساعدة الآخرين، خاصة الشباب السوداني، لتحقيق أحلامهم أيضاً.”
مصطفى يؤمن بأن النجاح لا يأتي من فراغ، بل هو نتيجة للعمل الجاد، الإصرار، والدعم من المجتمع. يقول: “بدون دعم ليدز يونايتد فاونديشن، لم أكن لأصل إلى ما أنا عليه اليوم. هم كانوا الداعم الحقيقي الذي ساعدني على تخطي الصعاب.”
الرسالة: لا تدع التحديات توقفك
قصة مصطفى عباس هي رسالة قوية لكل من يواجه صعوبات في تحقيق أحلامه. هي تذكرنا بأن الخلفية أو الظروف ليست عوائق حقيقية إذا ما قررنا أن نسعى بكل قوتنا. مصطفى يقول: “إذا كنت تؤمن بحلمك، وتعمل من أجله بكل إصرار، فستجد دائماً من يساعدك على تحقيق هذا الحلم.”
في النهاية، مصطفى عباس ليس مجرد مدرب كرة قدم، بل هو مثال حي على أن الإصرار والعمل الجاد يمكن أن يحولا الحلم إلى واقع. قصته تثبت أن النجاح ليس حكراً على أحد، وأن كل شخص لديه القدرة على تحقيق أحلامه، بشرط أن يؤمن بنفسه ويبحث عن الدعم الصحيح.
ماشاء الله تبارك الله مصطفي عباس شاب طموح عاصرتة شخصيا داخل الملاعب وخارجها،، لعبنا مع بعض فى تيم واحد،، وبالمناسبة حصلنا علي شهادة تدريب مع بعض من نفس المؤسسة فهو شخص طموح جدا وانا متأكد حنشوفة يوم من الأيام من مدربي الأندية الكبري، لقد بدأ من الصفر، وهذا يتطلب شجاعة وإرادة قوية. كل تمرين وكل ساعة قضيتها في التدريب كانت خطوة نحو تحقيق حلمك. تذكر دائمًا أن النجاح لا يأتي بين عشية وضحاها، بل هو نتيجة العمل الجاد والتفاني. استمر في تطوير مهاراتك، وكن دائمًا متعطشًا للتعلم. لا تنسَ أن تشارك شغفك مع الآخرين، فالتدريب ليس فقط عن نقل المعرفة، بل عن بناء جيل جديد من اللاعبين المبدعين. أنت الآن في موقع قوة، ولديك القدرة على إحداث فرق في حياة اللاعبين الذين تدربهم. استمر في السعي وراء أهدافك، وكن دائمًا مصدر إلهام للآخرين. المستقبل مشرق أمامك!