منظمة «أصدقاء المشافي».. باب للعطاء من أجل المرضى
Admin 17 مايو، 2025 168
محمد المهدي
مستشار التحرير وكاتب صحفي
• بمبادرة كريمة من نفر يهمهم أمر البلاد والعباد، تنادت مجموعة من المواطنين بعد ما رأت من وضع المستشفيات الحكومية، التي تعمل تحت ضغط غير طبيعي، نسبة لخروج عدد كبير من المستشفيات وتوقفها بسبب تعرضها للدمار في المباني والأجهزة، مما جعل الضغط على المستشفيات العاملة كبيراً، والحاجة ماسّة لرفدها بالمعينات، حتى تتمكن من أداء دورها بالصورة المطلوبة.
ولتقديم العون لتلك المستشفيات بطريقة مؤسسية وبعمل جماعي منظم، تم بحمد الله إنشاء جسم طوعي، وتسجيله باسم (منظمة أصدقاء المشافي).
ليكون جامعاً لأهل الخير والعطاء، لإعادة الحياة إلى المستشفيات المستهدفة، والارتقاء بها، وتهيئتها حتى يجد العاملون فيها ما يعينهم على أداء واجبهم بأفضل ما يمكن، وتتمكن من تقديم خدمة تليق بمرتاديها من المرضى.
وبعد زيارات متعددة للمستشفيات المستهدفة في المرحلة الأولى من انطلاق المنظمة، حُددت الأهداف العامة التي تسعى المنظمة لتحقيقها، وتتمثل في الآتي:
إكمال بناء وتأسيس مستشفى بر الوالدين التعليمي بالثورة الحارة 21.
تحسين البنية التحتية وتطويرها، وتكملة المعدات الأساسية للمشافي الحكومية بمحلية كرري.
العمل على توفير المعدات الطبية الضرورية والنادرة للمشافي، سعياً لتوطين العلاج بالداخل.
ومن الملاحظ معاناة أعداد كبيرة من المصابين بالفشل الكلوي، بسبب قلة المراكز وأجهزة الغسيل، وقد فقدت أرواح عزيزة خلال هذه الحرب، حيث كان بعض المرضى يضطرون إلى السفر مئات الكيلومترات بحثاً عن الغسيل، وهم في وضع صحي لا يمكنهم من تحمل المشاق، لذلك كان من الأهداف التي تسعى المنظمة لتحقيقها، إنشاء مركز لغسيل الكلى تابع لمستشفى بر الوالدين بالثورة، لتخفيف الضغط على مستشفى النو.
إن الأبواب مشرعة أمام الجميع، والدعوة موجهة لكل من لديه الاستعداد لخدمة أهداف المنظمة، لاكتساب العضوية، والإسهام في هذا العمل الانساني.
علماً بأن تمويل المنظمة يتم من خلال اشتراكات الأعضاء، والمنح، والهبات، والتبرعات.
وبالإشارة إلى المستشفيات الثلاثة المستهدفة في محلية كرري، نجد أن من شيّدها هم رجال أعمال وطنيون، امتدت أيديهم بالعطاء ابتغاء الأجر والثواب عند الله، وهاهي صروحهم تقف شاهدة على عطائهم السخي، فمستشفى البلك بالثورة الحارة الرابعة، من أقدم المستشفيات، وهو مستشفى الأطفال الحكومي الوحيد في الثورة.
أما مستشفى النو، بالحارة الثامنة، فقد قدّم الخدمات الطبية للآلاف منذ إنشائه، وما زال يقدم الكثير، إضافة إلى دوره خلال الفترة التي كان يتم فيها التدوين، فقد استقبل جميع المصابين، وأجريت فيه العمليات الجراحية لهم، على الرغم من تعرض المستشفى ذاته للتدوين عدة مرات.
وجاء افتتاح مستشفى بر الوالدين بالحارة 21 في ظروف طارئة، فرضتها الحاجة، فكان دعماً للقطاع الصحي خلال الحرب، حيث خفّف الضغط على مستشفى النو، مما مكن الكادر الطبي والتمريضي من أداء واجبه في وضع أفضل.
هذه المستشفيات الثلاثة، دليل على أن الجهد الشعبي، له دور طليعي ورائد في هذا الوطن، فكم من المدارس والمستشفيات، التي شيدها الخيّرون من رجال الأعمال، الذين أنفقوا أموالهم بسخاء، مبتغين وجه الله والدار الآخرة، فقد سبقوا العالم الأول، الذي يحث الشركات ورجال الأعمال بنسب من أرباحهم تنفق في مشاريع تعود بالنفع على الآخرين، تحت مسمى «المسؤولية المجتمعية».
إنها دعوة للمشاركة في هذا العمل الإنساني، بما يتيسر لكل إنسان، وخاصة أبناء السودان في دول المهجر والاغتراب، فالحوجة كبيرة للأجهزة المختلفة، حتى تكون متاحة برسوم مناسبة، فقد صار العلاج فوق قدرة الكثير من المرضى، فلنكن عوناً لهم، بسعينا هذا، والتوفيق من عند الله.
شارك المقال