د. عبدالمنعم

د. عبدالمنعم سليمان الحسين

كاتب صحفي

• أعد الغزاويون سحوراً متواضعاً بعد أن سدت إسرائيل كل المعابر أمام تدفق مساعدات، قد تبلل شفاه الصائمين، وتسكت أصوات الأمعاء الجائعة، ولكن الصوت  الهادر كان هدير مئة طائرة، تسقط الحمم وهم يستعدون للسحور، في فجر أعقب فجر ليلة الاحتفاء بغزوة بدر الكبرى في السابع عشر من رمضان، التي خطت أول خيوط عز الإسلام والمسلمين.

أي جنون هذا أيها النتن ياهو، وأنت تستهدف خياماً مهترئة، تأوي أطفالاً ونساء أضناهم ظلمك وظلم مجتمع دولي يطربه دوي هدير المقذوفات؟

كيف يصمت العالم الذي صمّ آذاننا جعجعة إعلامه ومؤتمراتهم الصحفية عن حقوق الإنسان، والإنسان في غزة أجساداً تتطاير أشلاء.

المناظر في شاشات التلفاز لا تحتمل، والجثث تتناثر في الأرجاء، أطفالاً، ونساء، ليقارب عدد الشهداء الخمسمائة شهيد، ويقارب هذا العدد مصابين، وتحت أنقاض ما دمره الطيران مئات أخرى. أي جنون، ووحشية هذا والناس نيام؟

البيت الأبيض ذو القلب الأسود،  والكاوبوي ترامب يتمشدق بأن النتن قد أبلغهم بمشروع الضربات،  والكاوبوي الأهوج يتبسم، ويطلق طلقات مبتهجاً ببدء الضربات.

أي ديمقراطية يتمشدق بها هؤلاء الأوباش القتلة، وتمثال الحرية لديهم يتبسم كلما تطايرت من هذه الأجساد الطاهرة مزيد من الأشلاء.

أمريكا هذه التي تتمسح بمسوح الحرية والديمقراطية، ما هي إلا دولة عمرها لا يتجاوز المائة وخمسين عاماً، أقامها هؤلاء الكاوبويات على أنقاض سكانها الأصليين من الهنود الحمر، في مجازر يندى لها الجبين، لذلك ليس مستغرباً أبداً أن تكون أسلحتهم  وجحيمهم هذا، ودعمهم، سبباً في إشعال النار في أرض الجبارين، أرض قطنها العرب الكنعانيون منذ عصور ما قبل التاريخ (أي عصر ما قبل القراءة والكتابة) ليعمروا الأرض، ويستصلحوها زراعياً، ليأتي الكاوبوي بعد مئات الآلاف من السنين ليقترح من مكتبه العقاري في البيت الأبيض تحويل هذه الأرض إلى ريفيرا سياحية، ويهجر أهلها لمختلف الأصقاع، لذلك يؤيد الكاوبوي مزيداً من المجازر، لإجبار الغزاوي على التهجير، والكاوبوي الأخرق لا يعلم أن الغزاويين قوم جبارون.

ضحى النتن ياهو بأسراه وهو يقدح زناد الحرب مرة أخرى، إرضاء للحلف اليميني المتطرف، الذي يقوده وزير المالية المتطرف سوميتريش، وهو زعيم حزب الصهيونية الديني المتطرف، والذي يهدد منذ وقف إطلاق النار بأنه سينسحب من الائتلاف إن لم تستأنف الحرب، والطرف الثاني في ضفة اليمين المتطرف الآخر إيتمار بن غفير المنسحب أصلاً، فهو زعيم فصيل العظمة اليهودية، وهو تنظيم يميني متطرف كتنظيم سومتريش، وهما سوياً يمثلان وجهين آيديولوجيين مختلفين  للصهيونية الدينية، إلا أنهما يتفقان على استمرار الحرب وضم الضفة، وغزة للمساهمة في التهجير القسري للسكان، ولم يكن أمام نتنياهو إلا التحالف معهما في هذا التحالف الهش، حتى لا يفقد رئاسة الوزارة والدخول في انتخابات مبكرة تهدد مستقبله السياسي،  فكان قراره مد اليد لهؤلاء الوحشين، ليستمر رئيساً للوزراء،  وليذهب أسراه تحت جحيم نيرانه، وبموافقة مقاول الأنفار الأمريكي. 

هناك عقد بين الأرض والغزاويين مهروه بالدماء، لن يفصمه الحلم الزلوطي الترامبي في الريفيرا.

 

شارك المقال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *