مانجو – جوافة – ليمون ثلاث شجرات في كل حوش: «منجول» مبادرة بلابل الحوش
Admin 3 مايو، 2025 114

إعداد: معتصم تاج السر
عضو مؤسس لحركة السودان الأخضر
• في دروب الحزن الممتد بعد الحرب، وفي وطنٍ أنهكته النيران والتشريد تنبثق من رحم الأمل مبادرة حالمة تُغني للوطن لا بالحناجر بل بالغرس الطيب وتُعيد للحوش السوداني نكهته الأصيلة وعطره الأخضر. إنها مبادرة «بلابل الحوش» الاسم الذي يشبه نشيداً جميلاً،د وهي اختصار أنيقاً لكلمات: مانجو، جوافة، ليمون ثلاث شجرات مثل ثلاث بلابل يُرددن في بهجة الوطن أن السودان رغم الجراح لا يزال ممكناً أن يعود جنةً خضراء تُغني فيها الحياة.
«منجول»… حين تصبح الزراعة لغة عشق وسلام
مبادرة «منجول» التي أطلقتها حركة السودان الأخضر ليست فقط مبادرةً زراعياً بل هي فعل محبة جماعية وهي رسالة سلام ووصية أمل.
تهدف المبادرة إلى زراعة ثلاث شجرات أساسية (المانجو، الجوافة، والليمون) في كل بيت سوداني لتكون كل حديقة منزل، أو حوش صغير أو حتى زقاق في بيت جُزءاً من الخريطة الخضراء التي تُعيد الوطن إلى الحياة وتنبت من رماد الحرب زهراً وطعاماً وطمأنينة.

المانجو: سيدة الفاكهة وعطر الذكريات
المانجو هذه السيدة الفاتنة في عالم الأشجار شجرة تفيض كرماً.
لا تكتفي بإهدائنا فاكهتها الغنية بالفيتامينات كـ A و C بل تمنحنا ظلاً وارفاً وتُعيد لذاكرتنا مشاهد الطفولة في البساتين.
في المبادرة تمثل المانجو صوتاً من أصوات البلابل تهدهد الجراح وتعيد لأفراح السودان موسيقاها الندية.
هي الشجرة التي تُعطي دون أن تسأل تثمر رغم قساوة المناخ وتذكّرنا دائماً بأن العطاء صفة من صفات الأرض.

الجوافة: ثمرة الشفاء والرائحة التي لا تُنسى
الجوافة برائحتها النفّاذة التي تُعلن حضورها من بعيد هي شجرة أخرى في ثلاثية «منجول». ثمرة غنية بفيتامين C صديقة للجهاز التنفسي وحارسة للمناعة خصواً للأطفال.
أوراقها تعالج السعال وثمارها تُعزز الشفاء. هي رمز للأمومة الخضراء ولحياة بسيطة لكنها مليئة بالخير.
الجوافة تشبه امرأة سودانية في الريف صامدة، طيبة، ومليئة بالحُبّ.

الليمون: طبيب الحوش ورفيق الشتاء والصيف
الليمون شجرة تُشبه الحكمة.
لا يُمكن الاستغناء عنهاةسواء في طعام أو شراب أو دواء.
تحتوي على مضادات أكسدة وفيتامين C وتُستخدم في تقوية المناعة وعلاج الالتهابات وحتى في تهدئة الأعصاب. أوراقها عبيرها سكينة وثمرتها مثل القصائد الحامضة الحلوة التي تُنعش الذاكرة.
في المبادرة الليمون هو البلبل الثالث ذلك الذي يُغني بصوتٍ واثق أن الشفاء يبدأ من الشجرة.
«بلابل الحوش»: حين تتداخل الأشجار مع الأصوات
حركة السودان الأخضر حين أطلقت اسم «بلابل الحوش» تيمناً ببلابل الفن السوداني أولئك الثلاثة اللائي زيّن صوتهن سماء الوطن لأكثر من خمسين عاماً: هادية، آمال، وحياة.
تلك الأصوات الندية التي ما غنت إلا للحُبّ للسلام وللوطن.
فكما صدحت «البلابل» بأغاني الجمال والبساطة والهوى النبيل فإن «بلابل الحوش» تزرع نفس القيم لكن بلغة الشجر.
وليس من المصادفة أن البلابل غنين للمنقة في واحدة من أروع الأغنيات التي لامست وجدان الشعب السوداني وجعلت من الثمرة رمزاً للعاطفة والجمال والدهشة:
لون المنقة يا الشايل المنقة
ما عارف كيف نحنا بنشقى
تسالموا يرد بمحنة وزوق
والغيمة الفوقنا صفاها يروق
ونحس بالعمر الراح ملحوق
تتأمل في إيدو المنقة
يا حنين الريدة لو بكرة يعود
الجنة بيصل ليها الموعود
يقولوا الناس للصبر حدود
بس نحنا دون صبر بنشقى
وتعاين ما بتقدر تعرف
أحلى من الشايل وتحلف
مهما بالغنا وقلنا واحدين
بنكون ظالمين نحنا المنقة
في هذا المزج العذب بين الأغنية والشجرة، تُولد «منجول» لا كمبادرة بل كهوية وكصوت أخضر ينبض بالأمل وتنبع فيه الحياة من التراب وتزدهر في القلوب.

آليات تنفيذ المبادرة في سودان ما بعد الحرب
إن مبادرة «بلابل الحوش» لا تقف عند حدود الحلم الرومانسي بل تمضي نحو التنفيذ بخطى واقعية وعملية مستفيدة من الزخم الشعبي لمبادرة «العودة الخضراء» التي أطلقتها حركة السودان الأخضر كخارطة طريق لإعادة إعمار ما دمرته الحرب بالأشجار والمزارع والقلوب النابضة بالأمل.
وتتمثل آليات التنفيذ في الآتي:
توزيع شتول المانجو والجوافة والليمون مجاناً في مراكز العودة، ومخيمات النازحين، والمناطق المحررة من الدمار، عبر شراكات مع مشاتل وطنية ومساهمات شعبية خالصة.
إطلاق قوافل «بلابل السلام» الزراعية وهي فرق شبابية تطوعية تقوم بالتوعية والغرس الميداني في الأحياء والقرى.
إدماج المبادرة في المناهج المدرسية ومراكز التعليم لزرع حُبّ الشجر في نفوس الأجيال الجديدة وفق رؤية حركة السودان الأخضر للمدرسة الإنتاجية الإبداعية الخضراء.
إقامة مهرجانات «نغرس لنغني» في كل ولاية حيث توزّع الشتول على أنغام أغنيات البلابل في لحظات وطنية لا تُنسى.
دعم الصناعات الصغيرة الأسرية باستخدام ثمار الأشجار الثلاث كمواد أولية في العصائر والمربيات والزيوت الطبيعية.
إطلاق حملات رقمية تحفيزية مثل «بلبل بيتنا شنو؟» لتوثيق الغرس المنزلي وتحفيز المجتمع بأكمله للمشاركة.
الوعد والمُنى
نعدكم…
أن تكون «بلابل الحوش» أكثر من مجرد شتلة تُغرس بل وعدٌ يُكتب على جبين الأرض وأن في السودان ما يستحق الحياة.
نعدكم أن تتحول جراح الحرب إلى جذور والخراب إلى ظلال وأن تعود الضحكات من خلف الأسوار والفرح من خلف الرماد. ومُنانا وهي ليست حلماً بعيداً أن يأتي يوم تدخل فيه البيوت السودانية فلا تُقابل الارضيات الخرسانية في الحيشان بل بأشجار المانجو تتدلّى وبشذا الجوافة يعبق في الأروقة وبالليمون يوشوش في الريح: «عدنا وهذا وطن أخضر جديد.»
مُنانا أن تُصبح الأغنية شجرة وأن تتفتح أغصانها سلاماً وأن يُصبح كل بيت قصيدة خضراء لا تُكتب بالحروف بل بالغرس والماء والعرق الطيب. أن يعود الحوش دفئاً ويعود السودان وطناً يُشبه صدر أمّ.
#بلابل-الحوش
#منجول
#نغرس-لنغني
#العودة-الخضراء
#بنك-البذور
#التغيير-لايجابي-الابداعى-الانسيابي-الاخضر
#المدرسة-الإنتاجية-الإبداعية-الخضراء
#مايخصنى-لن-يكون-بدونى
#الجيش-الاخضر
#بدل-البندقية-طورية
#القرية-النموذجية-الخضراء
#حركة-السودان-الأخضر
شارك المقال