ليلة رمضانية سودانية: تجسيد للتآخي والإبداع في قلب العين

206
12

رصد: هيثم محمداني

• في ليلة رمضانية مُقمرة، من مساء الثلاثاء الثامن عشر من رمضان، الموافق 18 مارس 2025، حيث تعانق النور والسرور، وتألق البدر في سماء التآخي والحبور، اجتمع أبناء الجالية السودانية بمدينة العين في الإفطار الجماعي السنوي، تحت رعاية كريمة من سعادة القنصل حازم مصطفى، وبحضور سعادة القنصل زاهر من قنصلية السودان في دبي وأركان حربه، وسعادة المستشار عباس النيل، مستشار حاكم عجمان، ورئيس الجالية السودانية بالإمارات د. الأمين طه إلى جانب رؤساء ووفود أعضاء مجالس إدارات الأندية الاجتماعية السودانية بالإمارات، وبمشاركة لفيف من أبناء الجالية وضيوف الشرف الأكارم. كان اللقاء لوحةً تُجسّد روح المودة والتراحم، وتحمل بين طياتها عبق التراث ووهج الأصالة.

نادي العين الاجتماعي: نادي العين الاجتماعي هو واحة من الأنوار والذكريات، حصنٌ من الحب والتآخي، لا يتوقف عن إضاءة دروب الجالية السودانية. هو ليس مجرد مقر اجتماعي، بل هو قلب نابض بالروح السودانية الأصيلة، حيث يعانق فيه التراث الحديث، وتلتقي فيه أجيالٌ متعاقبة على شاطئ من المحبة والاحترام. هذا النادي الرائد، الذي يعتبر منارة للثقافة والتراث السوداني في المهجر، هو نموذجٌ متفرد بين الأندية الاجتماعية في العالم. في أركانه تلتقي الأيادي البيضاء، في تعاونٍ لا يتوقف، ليظل أحد أرقى وأبهى معالم التواصل الاجتماعي للجاليات. يتنفس في جدرانه عبير الوطن، ويتناغم فيه قلب كل فرد من أفراد الجالية مع نبض الأمل والإبداع، ليظل عنوانًا للانتماء والفخر.

وبعد الإفطار، افتُتِحَت الفعالية بتلاوة آياتٍ عطرةٍ من الذكر الحكيم، تلاها القارئ المبدع آدم حامد آدم، فكان لصوته وقعٌ يُحلق بالقلوب في سماء الروحانية. ثم تتابعت الفقرات، حيث تسابقت الكلمات في التعبير عن معاني المحبة والوفاء، وازدانت الأرجاء بأصوات التهاني والثناء.

وفي زاوية تراثية تحمل عبير الماضي، كان ركن القهوة والشاي السوداني، الذي جذب الحاضرين بمذاقه الأصيل، فاجتمعوا حوله كما يجتمع الأحباب حول الذكريات العذبة. أما النادي، فقد تزين بحُلّةٍ بهيّة، تسرّ الناظرين، وتبعث الفخر في قلوب روّاده، حتى بات كالعروس في ليلة زفافها، يشع نورًا ويُشرق بهجةً.

وبعد الإفطار، كان الحصاد بهيجًا، حيث تَوّجت الأيادي الكريمة الفائزين في مسابقة القرآن الكريم، وبطولة الشطرنج، بجوائز تعكس تقدير النادي لأهل التفوق والتميز، فكان التكريم نبراسًا يضيء درب الطامحين. وأثنى الشيخ محمد يوسف، عضو لجنة تحكيم مسابقة القرآن، على هذا الجهد المبارك، وأشاد بالدور الريادي الذي يلعبه النادي في نشر القيم الدينية والثقافية، مؤكدًا أن المسابقة ستكون نهجًا سنويًا متجددًا.

كلمات الحضور الرسمي

كلمة القنصل زاهر من قنصلية دبي:

ألقى سعادة القنصل زاهر كلمةً في هذه الأمسية الرمضانية، عبّر خلالها عن سعادته بالمشاركة في هذا الإفطار الجماعي المبارك، مؤكدًا أن هذه الفعاليات تمثل فرصة عظيمة لتعزيز أواصر المحبة والتآخي بين أبناء الجالية السودانية في الإمارات. وأشار إلى أن الجالية السودانية في دولة الإمارات العربية المتحدة تعد نموذجًا للتعاون والتضامن، مشيدًا بالأنشطة المستمرة التي ينظمها النادي الاجتماعي السوداني بالعين، والتي تلعب دورًا مهمًا في الحفاظ على الهوية السودانية وتعزيز القيم الاجتماعية والثقافية.

كما أشاد سعادته بالجهود المبذولة من قبل النادي في تنظيم هذه الفعالية الرمضانية الناجحة، داعيًا الجميع إلى الاستمرار في هذا النهج والعمل المستمر من أجل خدمة المجتمع السوداني في المهجر. وفي ختام كلمته، تمنى سعادة القنصل زاهر للجميع صومًا مقبولًا وأعمالًا صالحة في هذا الشهر الكريم، معربًا عن أمله في استمرار هذه اللقاءات المثمرة.

كلمة القنصل حازم مصطفى:
ألقى سعادة القنصل حازم مصطفى كلمة ضافية، عبّر فيها عن اعتزازه بالجالية السودانية في الإمارات، مؤكدًا أن هذه الفعالية تجسّد روح التكافل والتآخي التي تميّز المجتمع السوداني. وأشاد بجهود النادي في تنظيم هذا اللقاء السنوي، الذي يعزز العلاقات بين أبناء الجالية، ويعكس القيم السودانية الأصيلة. كما شدد على أهمية استمرار مثل هذه المبادرات التي تسهم في تقوية الروابط بين السودانيين في المهجر، داعيًا الجميع للعمل معًا من أجل الحفاظ على هذا الصرح الاجتماعي وتنميته لما فيه الخير للجالية.

كلمة رئيس الجالية السودانية بالعين:
وفي كلمته، أكد رئيس الجالية السودانية بالعين على أهمية تواصل أبناء الجالية السودانية في الإمارات بشكل عام وفي مدينة العين بشكل خاص، حيث وصف هذا اللقاء بأنه تجسيد لقيم الأخوة والوفاء. كما وجه الشكر إلى جميع الذين أسهموا في نجاح هذه الفعالية، سواء في تنظيمها أو في المشاركة الفعّالة في كافة الأنشطة. وأكد على أن الجالية السودانية بالعين ستظل دائمًا ملتقى للتآخي والتعاون، وأن هناك مزيدًا من المبادرات التي ستعمل على تقوية الروابط بين أفراد الجالية ودعم العمل الاجتماعي المستدام.

جهود الأمانات في إنجاح الفعاليات الرمضانية

الجدير بالذكر أن جميع أمانات النادي أولت اهتمامًا كبيرًا بالفعاليات الرمضانية، وعملت بروح الفريق الواحد لإنجاح هذه المبادرات المتميزة. وقد برزت في هذا الجهد أمانة الرياضة، بقيادة د. مرتضى بلدو، وأمانة الشؤون العلمية والابتكار، برئاسة الأستاذ النعيم أحمد، كما أن الأمانة الاجتماعية كانت في قلب هذه الجهود طوال الشهر الفضيل، حيث بذلت عملًا دؤوبًا لتعزيز روح التكافل بين أبناء الجالية. وساهمت أمانة الدار بدور بارز في تهيئة المكان ليكون في أبهى صورة لاستقبال هذه الفعاليات المباركة.

أما الأمانة الثقافية، فقد كانت العامل المشترك الذي جمع بين مختلف الأنشطة، حيث لعبت دورًا محوريًا في إبراز الهوية السودانية وترسيخ القيم الثقافية خلال الفعاليات الرمضانية.

ولا ننسى الجهود الكبيرة التي قدمتها أمانة المرأة، خاصة في يوم الإفطار، حيث كان لها دور فاعل في التنظيم والتنسيق، مما أسهم في نجاح الفعاليات الرمضانية وإخراجها بصورة مشرّفة تعكس روح التعاون والتآخي بين أفراد المجتمع.

كما أن بقية الأمانات لم تدخر جهدًا، وشاركت بفعالية في إنجاح هذه الأعمال، ليكون هذا الشهر الفضيل شاهدًا على تكاتف الجميع وعملهم بروح الفريق الواحد، مما جعل الفعاليات تخرج في أبهى صورة وأفضل تنظيم.

وصية لأبناء الجالية السودانية بالعين

في ختام هذه الفعالية، أوصي أبناء الجالية السودانية بالعين بالمحافظة على هذا الصرح الاجتماعي الذي جمعهم تحت راية الأخوة والتآلف، فهو ليس مجرد نادٍ، بل بيتٌ للجميع، وملتقى يعكس قيمنا وتراثنا الأصيل. اجعلوا التعاون نهجكم، والمبادرات البناءة سبيلكم، واعملوا بروح الفريق الواحد لترسيخ روح الانتماء وتعزيز دور النادي في خدمة الجميع.

كونوا سندًا لبعضكم البعض، وادعموا الأمانات المختلفة في مساعيها للنهوض بالعمل الاجتماعي، فبجهودكم يستمر العطاء، وبوحدتكم يزدهر النادي ليبقى شعلة مضيئة تضيء دروب الأجيال القادمة. احفظوا إرث من سبقوكم، وكونوا قدوة لمن يأتي بعدكم، فما تبذلونه اليوم هو غرسٌ سيؤتي ثماره غدًا.

 

شارك الخبر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *