• كانت تلك شعارات متمردة تزهو بروح الانتصار، قبل ان يخونها قلب إرتضي لها الاستعمار، سيد عليها حزن يثور عليها وجعه كلما ارادت اللجوء لحضن وحدتها دون خسائر؛
و… تبسمت لوجه مقارنة بين حاضرها، وهيبة ماضيها، كأنها لم تكن هي، هي.. صار إقرارها أن العشق حين يغزوك يجردك من كل شئ، حتى سخافة الكبرياء! عاد الألم يعتصرها حين لمحت بذاتها حس ضعف، صوت بداخلها يصرخ بها كمن يريد إفاقتها بدمع يلطم خدها حسرة وندما،
كأنه يحثها على الرحيل، الرفض، التحرر، إستجماع قوة تجابه بها حالة خنوع لعشق أطول لحظات افراحه كانت ثواني! ثواني إن تمطت فبلاشك كانت تدفع أجرها صمتا ودمعا بنفاق ابتسامة.
نظرت لمرآتها تستحلف ملامح أفراحها الردة؛ تتحسس وجه تبثه أحاديث جماله قبل خيانة خافق. نهضت بشموخ تستغفر تخليها عنه، وتقدم قرابين الأسف بقسم غليظ : لن أسمح لشيء بهزيمتي وتجريدي من ذاتي! لم تثرثر بروح أنثي تدعم غرورها بأحاديث تعلي من شأنها، بل تمتم وجع الحقيقة بصوت اعتراف جاهدت كثيرا للهروب منه، إن من تهبه الروح تستحق منه جزاء أفراح لا ينضب معينها. ولم يكن لها هذا الجزاء. عددت عليها محاسنها، كمحاولة تقودها لاستهجان فكرة حاجتها لعشق مؤلم. زادت دواخلها خنقة حين صرخت بها : لم يكن يستحقك، بل لم يدرك قيمة أنثي حين تعشق ترتضي دور سبية.
أدارت مسمعها لدواخل لطالما أجادت إخراس صدقها : تحرري، خذي ذكرياته لصندوق النسيان، أغلقيه جيدا كي لايدير مزلاجه لحظة حنين، لا تهربي بحبه، واجهي إتهامك بخذلانه أنه لم يتمسك بك جيدا،
بل حرضك حزنه للرحيل، لا تكترثي لأفيون حديثه إن صدع الشوق مسمعك.
اصرخي به : لن استطيع تحمل ما ألاقيه. إياك أن تصدقي إفكه إن اقنعك ان من يعشق يستطيع الصبر والغفران. قوليها بكامل قوة ضعفك : كتف احتمالي لا تقوي على حمله أقدام كلما جاءتك عادت منك بوجع اكبر.
و… ثوري الآن بفكرة أنك وحدك أجمل، أقوي، أنضر،
فللحرية شعور رضا يغنيك بالسلام،
والعشق الذى يهزمك حزنه، عليك مقاومته، فلم يخلق لنا النبض لقتل الحياة بخافقه!