قصيدة: نافذة بكهف الغيب

20
أسامة تاج السر

د. أسامة تاج السر

 

 أفنيتُ في الشعر عمراً كي أكون أنا

فقال لي موقناً: ما أفدح الثمنا!!!

لسوف تحيا غريباً ضلّ عن زمنٍ

فيه، ليحيا بُعيدَ المنتهى زمنا

الشعرُ والموتُ ما أقسى طريقَهما!

فيه الخلود ولكنّ المسير عنا

فقلتُ: لا بأسَ، عمري أنجمٌ رحلت

في الأفق دهراً وها هِيْ تستحيلُ سنا

لسوف أحيا غداً ضوءاً لملتمسٍ

نور البصيرةِ، إن حرفُ الضيا لحنا

قد عشتُ للشعرِ أستجلي حقيقته

أسلمتُه الروحَ فاسترضيتُه فدنا

قد عشتُ لا حُلمَ إلا وهو أوّلُه

صيّرتُه الأهلَ والأحبابَ والوطنا

به فتحتُ بكهف الغيب نافذةً

فأنبتَ الظلُّ في قيلولتي فننا

رأيتُ كلَّ المعاني وهي عاريةٌ

فالحرفُ قشرتُه لم تسترِ البدنا

يمتدُّ ضوءٌ من المعنى يُشاغبني

يقول لي  مغمض الأحزانِ حين رنا:

هبني – أهبك من المعنى بكارته –

معناكَ.. أسررتُ: في معناكَ قد كمنا

يا شِعرُ، يا مُنبِتَ الألحانِ في رئتي،

نحياك جداً إلى حيثُ الحياةُ فنا

كأننا حلمٌ في عينِ قارئنا

من ذا بغير الرؤى يوماَ تأولنا?!

آنستُ في الجانب الشِّعريِّ سُنبلةً

من الضياءِ، وترتيلاً، ونبعَ منى

فجئتُ أقبسُ – والإلهامُ مُتّقدٌ-

ناياً أخيطُ به في رحلتي الشجنا

 

شارك القصيدة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *