شعر:

جمانة الطراونة  – الأردن

كفّانِ راجفتانِ ، شايٌ باردُ

والصمتُ في المقْهى وبالي الشاردُ 

وأنا بلا عينيكَ دون هويّةٍ

في موطنٍ لا يرْتجيهِ الوافدُ 

جرْحي الجديدُ وراءَ كلِّ مدامعي

ووراءَ نزْفِ القلبِ جرحي البائدُ 

ليلٌ وفقْدُكَ واختلاجُ مشاعرٍ

ومدامعٌ مكلومةٌ و وقصائدُ 

لا نومَ بعْدَكَ فالجفونُ تقرَّحتْ

أوليس يغفلُ عنكَ طرفيْ الساهدُ؟! 

وأنا كأمٍّ أنْجبَتْكَ صغيرةً

سهرِتْ عليكَ وأنتَ طفلٌ راشدُ ! 

فَرَشتْ لتهنئَ بالمنامِ ضلوعَها

وطواكَ عِند البرْدِ مِنْها الساعدُ

جرّحتني عمداً فأيُّ شريعةٍ

فيها يُبرّئُ إذ يسيئُ العامدُ ؟! 

متقصّداً قتلي رميتَ ولم أدرْ

ظهري وسهمُك يا ابن قلبيْ الشاهدُ 

ثكلى بكيتُكَ والدموعُ وسيلتي

فمتى يُعابُ على البكاءِ الفاقدُ ؟! 

كالتوأمِ الصنويّ إلّا أنّنا

لم نجتمعْ أبداً ولكنْ واحدُ 

سأقّدُ من شكّي اليقين وانتقي

ثقةً تليقُ بما يراهُ الجاحدُ

فأنا وأنتَ على النّقيضِ وبيننا

مالا يعيهِ من الرؤى المتواردُ 

ما زلتُ أمَّ النهرِ رغم جحودهِ

وإلى مقامي ليس يَرقى الواردُ

فالشعرُ علّمني التهكمَ والذي

يشفي غليلي أنّ حرفي ماردُ 

سمّيتني بنتاً وكُنتُ حبيبةً

وخذلتَني فمتى يخونُ الوالدُ ؟! 

‏في ( بورصةِ ) الأشواقِ سهمُ تلهّفي

يزدادُ يوميّاً وسوقُكَ كاسدُ

لا شغلَ لي إلّا مضاربةُ الهوى

وهبوطك المضني  وربحي الصاعدُ 

أوصلتني حدَّ الكآبةِ ، كيفَ لا 

وأنا بهذا العُمْرِ قد أتقاعدُ ! 

عيني على الجوّالِ علَّ يجيئُني 

منكَ اتّصالٌ أو بريدٌ واردُ 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *