قصيدة جديدة: شتاء الحرب: صقيع الروح 

55
سوسن العبد

سوسن العبد - الحلفايا

لا صوتَ سوى دويِّ الرصاص

يقطع صمتَ الليلِ البارد

والأرضُ تهتزُّ تحت وطأةِ الألم

والسماءُ تغرقُ في سحاباتِ الدم

الوجوهُ فقدت ملامحَها

تتبعثرُ بين الزمانِ والمكان

كلُّ لحظةٍ تمضي كأنها دهرٌ

والقلبُ يكاد ينفجرُ من ثقلِ الأسى

أجلسُ في ركنٍ مُهدَّم

أحاولُ احتضانَ بقايا دفءٍ في داخلي

لكنَّ الصقيعَ ليس فقط في الهواء

بل في الروحِ التي أثقلَتْها الخسائر

الريحُ تعصفُ بالجدران المتهدِّمة

والرمادُ يلتصقُ بالملابس

ونحن هنا

نصرخُ في صمتٍ أعمق

أحياءٌ رغم أنفِ الموت

نحملُ الأملَ كما يحملُ المسافر شعلةً صغيرةً تُضيء له الطريق في العتمة

ورغم أنَّ الحربَ تسرقُ كلَّ شيء

ورغم أنَّ البردَ يشتدُّ

ورغم أنَّ الليلَ لا يرحم

نظلُّ نؤمنُ بأنَّ الضوءَ سيعود

وفي لحظةٍ قصيرة، حين يهدأُ الصخب

أسمعُ صوتًا داخليًّا يُهمس: «لا تزال الحياة تدق في داخلنا»

حتى ولو كان الضوء بعيدًا

سيعود ليغسلَ أرواحَنا

ويعيدَ للشتاءِ وجهَه الضائع

شتاء 2024

 

شارك القصيدة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *