قصيدة جديدة:  المَطَرُ

44
pic005

بقلم: د. وجدي كامل - لندن

المَطَرُ غذاءُ البَذْرَةِ بالوهجِ،  

المَطَرُ حَقْنُ جِسْدِ الوَعْدِ،  

غِناءُ الأرضِ بأجنحةِ الفَراشِ،  

تَطيرُ بخفَّةٍ إلى ما لا يَصمُتُ الحُلمُ،  

  يُلَوِّحُ بالأُمْنِيَاتِ..  

 المَطَرُ جِسْرُ / جَسَارَةِ الرَّعْدِ

بمَشابِكِ الخَيالِ،  

غَزْلُ النِّساءِ للمُخَيِّلَةِ،  

والحَنينُ برَعْشَةِ الوَجْدِ،                                                                              

أو عِطْرِ رُوحٍ، هناك ما اِسْتَبْقَيْتُ

بِزَوَايَا الْبَيْتِ، ووَدَّعْتُهُ اللَّهَ.                                                                           

 ذَاكَ كُنتُ الْمَوْجَ، أَنَا، وَكُنتُ الْبَوْحَ، 

أَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِي

سَالِمًا. 

أَعْطِسُ، 

وَأَحْجِزُ مَسَاءً مِنَ الصَّحْوِ. يا ليلة

يا ليلة  

«يا ليلة لَيْلُكِ جَنَّ  

مَعْشُوقُكِ أَوَّهْ وَأَنَّ».                        

ويَحْجُلُ الزَّهْوُ في مَحْفَلِ النُّورِ،  

وفيضُ البَرْقِ خَاطِفٌ في عسل الدُّوارِ. 

المَطَرُ نَهْرُ العافِيَةِ تَمْرَحُ  كالْمَوْجِ.،

تَغْفو على الظَّهْرِ طافيةً،  

وهيَ في الشَّجَنِ البَرِيءِ

تَجْرِي نَحْوَ المَصَبِّ،  

تَجْذِبُها الذِّكْرَياتُ،  

ويَصْحَبُها الدَّرْبُ،  

إلى أَمْسِياتٍ في قُرَى نَّائيةِ،  

تُعالِجُ الأعيادَ. بآلاتِ موسيقى القَصَبِ،  

وإيقاعاتِ القَرْعِ،  

والطَّبْلِ،  

في ضِفافٍ أَقَلَّ لَعْنَةً مِنَ القَلَقِ،  

وأَسْلِحَةِ الظَّمَأِ..  

المَطَرُ خَفَقانُ خُضْرَةِ القَلْبِ بالكَلِمَةِ،  

والحِكْمَةُ الدَّافِئَةُ،

وَقْتَما،  

تَسْتَعيدُ المَدينَةُ الوَجْهَ،

والأَطْفالُ الحَلْوَى،  

والعَصافيرُ العَاطِفَةُ،                              

تَشْكُرُ الرَّبَّ عندَ صَباحِ النَّجاةِ،  

واهٍ من سابِلَةٍ وحُداةِ قافِلَةٍ،  

وجُناةٍ، بذَلوا المَطَبَّ،  

بَدَّلوا الصَّفْحَ بالرُّمْحِ،  

والشَّدْوَ بالقَتْلِ،  

 فَغَضِبَتِ الآلِهَةُ،                                                                

 فَغَضِبَتِ الآلِهَةُ، وَاخْتَلَّتْ رُمَّانَةُ اللَّيْلِ، وَمَشَيْتُ حَائِرًا، وَبَكَيْتُ حَاسِرَ الرَّأْسِ تَأْكُلُنِي العَاصِفَةُ. يَا وَحْشَتِي،  

لَا، هَذِهِ البِلَادٌ الَّتِي كُنْتُ أَحْبَبْتُهَا،  

لَا أَمْسَكَتْ يَدِي بِالْأُخْرَى،  

لَا حَرَّرَتْنِي قَيْدَ أُنْمُلَةٍ  

مِنَ قُبْلَةِ الْفَاجِعَ.                                                                                

المَطَرُ سَاقُ النَّدَى، وَاتِّسَاقُ المدى

حينَ يَضْحَكُ الشَّوْقُ،  

وتَزْدَهي الغَيْماتُ بالفِضَّةِ وَهِيَ تَفُورُ, وَلَهَا نَسَبٌ فَوْقَ الطُّرُقَاتِ،  

وَقُبَّعَاتٌ تُسَافِرُ على الأَمْوَاجِ.

المَطَرُ وِجاهَةُ الأَفْكارِ في صَفاءِ الماءِ  

على صَهْوَةِ الشَّمْسِ،  

حينَ تَمْشي الأَشْجارُ،  

ويُمْسي جَوادُ الشَّرِّ في وَضْعٍ أَبْعَدَ

مِنْ كُلِّ شَأْنٍ يُقال.  

المَطَرُ بكلِّ ما مَضَى،  

وبكلِّ ما أَتَى،  

مَديحُ نارِ الصَّبْرِ،  

وحَجَرُ الزَّاوِيَةِ بطَيْفِ الفَتْحِ.  

هذا ما بأَمِّ عَيْنِي صِرْتُ أَراهُ.

بِغَيرِ لَبْسٍ،  

ولا يُساوِرُنِي فيه 

أيُّ شَكٍّ.

 

شارك القصيدة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *