

تقرير - د. ناجي الجندي
يَقولُ شاعرُها: العينُ روحي وكيف الروحُ أنساها العينُ أرضي ودايــــم أفتخــــر فِيها
مدينة العين في إمارة أبو ظبي يسمونها مدينة الجمال والكمال، أخذوا كل العالم ووضعوه في مدينة واحدة هي مدينة العين، شوارعها المضاءة تشبه باريس، وحدائقها الغناء تشبه هولندا بحديقة كوكينهوف، وبجمال مبانيها تشبه مدينة تالين، عاصمة إستونيا، باختصار هناك وجدت كل العالم، وكل الجمال هناك.
كنت أظن سابقًا أنه لا يُوجد نادي للجالية السودانية بمدينة العين، وحينما زرت هذا النادي أيقنت بأنه لا يوجد نادي سوداني إلا في مدينة العين. فقد عمل مجلس إدارة النادي على إنسان العين (السوداني) قبل أن يعمل على هيكل النادي نفسه، النادي السوداني في مدينة العين مفخرة بكل ما تحمل الكلمة من معنى ولا أشك بأنه في المرتبة الأولى من حيث المظهر والجوهر، ويستحق أن يُسمى نادي الجالية السودانية. وذلك بعد فضل الله بفضل قياد.ة وريادة مجموعة مجلس الإدارة وأعضاء فاعلين يتزين في قلوبهم حب السودان وحب خدمة أبنائه فلا فرق في هذه المجموعة بين العضو أو عضو مجلس الإدارة أو الإداريين السابقين الذين أصبحوا مستشارين في النادي أو رؤساء الأمانات وأعضائها، الركب يقوده الرفيع مقامًا الوضيع تواضعًا وبسامةً أحمد حسن أحمد رئيس الجالية بالعين وطارق عثمان حسن نائب رئيس الجالية يوزع الأدب والاحترام للجميع، ولا أحدثكم عن حسن عبد الكريم محمد رئيس أمانة الشباب، فهو شاب برع في كل شيء مما جعلنا نحس بأنه هو القيمة السودانية الحقيقية، عمل دؤوب واجتهاد لا حد له. ومن الرعيل المعتق في النادي ذات الأثر والتأثير الأستاذة ابتسام سلامة المرأة الحديدية مستشارة التطوير والتفكير والرقي، قدمت عصارة جهدها في دورات سابقات وما زالت لا تبخل بشيء، أريبة حماسية مشجعة داعمة للعمل ولأصحاب العمل.

لا أعرف لماذا حينما دخلت لهذا النادي أحسست بأمدرمان وبحري والخرطوم، أحسست بمدني وبورتسودان والحصاحيصا ونيالا والأبيض والجنينة، أحسست بشندي وعطبرة والحلفتين، ليس هذا فحسب بل أحسست بإحساس صادق وعميق أن كل الإمارات هنا (أبو ظبي ودبي والشارقة وعجمان والفجيرة ورأس الخيمة وأم القيوين)، مجتمع السودانيين بمدينة العين سبقوا عصرهم وأسسوا لوطنهم كل تآلف وحب وتماذج العرب في مساحة واحدة، يعشقون الإمارات ويتنفسون تسامحها وطيب أهلها وينثرون كل هذه المعاني في برامجهم الاجتماعي، وكانت فيهم وطن ثاني لا يدخرون جهدًا في التمسك بسماحة شبه وحكمة قادته فكانت صور حكماء الإمارات في كل جزء مهم بالنادي، يهيمون بحب وطنهم السودان فتذكرت في شبابنا (دروس العصر) في المدرسة حيث يُقيمون دروس تقوية لطلاب الشهادة السودانية في دار الجالية بالنادي، ويعبقون المكان بطقوس دورهم حيث (البالوبة) تنعم بذلك بميدان لكرة القدم في مدخل النادي، ولم يكن ميدان الدافوري ولعب كرة القدم فقط هو الملفت للنظر ولكن ميادين أخرى، فهناك جلسات الرياضيين في زاوية وجلسات الأدباء والشعراء في ركن وجلسات الأطفال والنساء تملأ المكان فرحًا وحبًا وجمالًا. يحترمون في حديثهم نهج الإمارات ويتلمسون خطى شعبها الأنيق ويقتفونه أثرًا بأثر.
ولا أحدثك عن المسرح وعن (بابا علي) هذا الرجل الجميل الذي أنجب 15 مليون طفل هم أطفال السودان جميعهم، فلا يخالجك شك بأنه أب لهم جميعًا، يدعم هذا ويقبل هذا ويحتضن هذا ويشرح لتك ويقَوِّم هذه و يساعد هذه. هو حبيب الجميع الأطفال والكبار يقدرونه يبجلونه كأنه مَلَكٌ يفرد جناحيه للجيع.
هناك في المسرح تتبارى الفرق للعروض فمسرح العرائس والمسابقات وألعاب الخفة، كان هناك ما ذكرنا بيوم الأبعاء في المدرسة الإبتدائية واليوم المفتوح مسرح وكرة قدم ومسابقات ألفنا فيها كل جمال الماضي.
(اللمة السودانية) كانت أكثر الملفتات وما أكثرها عددًا وجمالًا وكمالًا. أما عشاء الجمعة كلامه مختلف، الفول المصنوع في البيوت السودانية والساندوتشات لا يلفتك نوع الأكل أكثر ما يلفتك جمال مقدمه و(مباشرة) أصحابة حين يقولون لك: «والله ما تتعشى ما بتمشي» وهذا يقدم الماء وذاك يقدم العصير وهذا يتحفك ب(قفشة) لطيفة وهناك من يطرب مسامك بكلمات الترحيب والتبجيل والكرم السوداني الأصيل، آآآآآه يا مدينة العين فقد اصطَفَت مَن فيها ومَا فيها.
شارك التقرير