عودة صابر الخليفة لسلسلة الانتصارات: (البرتقالي) … يقسو على (الأزرق)
Admin 12 أبريل، 2025 38

ليدز - محمد الطيب محمد علي
• منذ صافرة البداية، كان واضحاً أن المباراة بين الفريقين البرتقالي والأزرق في دوري دافوري ليدز لن تكون عادية. الملعب كان يعج بالجماهير المتلهفة، والجو كان مشحوناً بتوقع مواجهة نارية، خاصة مع العودة الكبيرة لكلا القائدين: صابر لفريقه البرتقالي بعد غياب طويل بسبب الإصابة، وفاروق للفريق الأزرق بعد تعليقٍ استمر لعدة أسابيع بسبب إصابة في عضلة الفخذ.

الشوط الأول: العواصف الهجومية والردود السريعة
انطلق الفريق الأزرق كالإعصار، مستغلاً حماس فاروق في قيادة زملائه. في الدقيقة الثالثة، كاد أمجد أن يفتح التسجيل بعد هجمة مرتدة خطيرة، لكن الكابتن صابر تدخل بقطع كرة كانت تتجه نحو الشباك بلمسة إنقاذية أظهرت خبرته رغم غيابه الطويل. لم ينتظر البرتقالي طويلاً للرد، ففي الدقيقة السابعة، استلم سهولي كرة طويلة من عمار، تمايل بها بين مدافعي الأزرق قبل أن يرسلها بقوة إلى الزاوية اليسرى لحرّام المرمى، معلناً الهدف الأول وسط ذهول الجماهير.
لكن الأزرق لم يستسلم. بحركة تكتيكية ذكية، استغل فاروق ضعفاً مؤقتاً في تركيز دفاع البرتقالي، حيث أوعز لجبرة بالانطلاق من الجهة اليمنى، ليمرر كرة عرضية خادعة انتهت بقدم بوقبا الذي سددها بقوة لتتساوى النتيجة في الدقيقة الخامسة عشرة. المباراة اشتعلت أكثر عندما ارتكب عصام خطأً قاسياً على سهولي عند حافة المنطقة، مما منح البرتقالي ركلة حرة مباشرة. هنا، برزت عبقرية حسين، الذي أطلق كرة منحنية تجاوزت الحائط البشري واخترقت الشباك من الزاوية العليا، ليعود البرتقالي للتقدم مرة أخرى.

المفاجآت والتحولات الدرامية
مع تصاعد الإيقاع، حاول الأزرق ضغط الهجوم، لكن الدفاع البرتقالي، بقيادة اليقظ أبوالبشر، ظل صامداً. في الدقيقة الخامسة والعشرين، حدثت لحظة فارقة: كرة عرضية من يوسف وصلت إلى أمجد، الذي سدد كرة قوية ارتطمت بالعارضة، ثم عادت إلى بوقبا الذي حاول التصويب، إلا أن البراء قام بحركة إنقاذ أسطورية بقدمه على خط المرمى، لتنتهي الكرة خارج الملعب.
رد البرتقالي كان سريًعا وقاتلاً. في هجمة مرتدة خاطفة، تلاعب عمار بالكرة وسط ثلاثة مدافعين، ثم مررها إلى البراء، الذي وجد نفسه وجهاً لوجه مع الحارس. بدلاً من التسديد، اختار تمرير كرة خلفية إلى سهولي، الذي لم يخطئ في وضع الكرة في الشباك، ليضيف الهدف الثالث في الدقيقة الثالثة والثلاثين.

الشوط الثاني: التكتيكات المتغيرة
بدأ الأزرق الشوط الثاني بتغيير تكتيكي، حيث انسحب عصام إلى خط الوسط لتعزيز الدفاع، بينما تقدم جبرة كجناح هجومي.
هذا التعديل أعطى ثماره سريعاً، ففي الدقيقة الخمسين، استطاع جبرة اختراق دفاع البرتقالي من الجهة اليسرى، ليمرر كرة عرضية إلى فاروق، الذي سجل هدفاً تاريخياً برأسية قوية من داخل المنطقة، ليقلص الفارق إلى هدف واحد.
لكن الفرحة لم تكتمل، ففي الدقيقة الخامسة والخمسين، ارتكب يوسف خطأً فادًحا بمسك الكرة داخل منطقة الجزاء بعد إشارة الحكم باللعبة الحرة، مما منح البرتقالي ركلة جزاء. هنا، تقدم الكابتن صابر بنفسه، ليهز الشباك بقوة، ويثبت أنه ما زال قادراً على صنع الفارق.
النهاية المثيرة والتفوق البرتقالي
مع تقدم النتيجة 4-2، حاول الأزرق العودة بقوة، مستفيداً من بعض التعب الذي بدا على لاعبي البرتقالي. في الدقيقة السبعين، سجل أمجد هدفاً رائعاً بتسديدة من خارج الصندوق، ليحافظ على الأمل. لكن البرتقالي رد بهجمة مرتدة سريعة قادها حسين، الذي مرر كرة بينية دقيقة إلى سهولي، ليحقق الهاتريك ويرفع النتيجة إلى 5-3.
في الدقائق الأخيرة، تحولت المباراة إلى عرض هجومي مفتوح. الأزرق سجل هدفاً رابعاً عن طريق بوقبا بعد كرة ثابتة، بينما أضاف البرتقالي هدفين آخرين عبر عمار والبراء، لتنتهي المباراة بنتيجة 7-4.
الخاتمة: مباراة تليق بالأبطال
المباراة لم تكن مجرد أهداف، بل كانت قصصاً من العودة والتحدي. صابر أثبت أنه ما زال قلب الفريق البرتقالي، بينما فاروق قاد فريقه بشرف رغم الهزيمة. التكتيكات المتغيرة، الأخطاء القاتلة، واللحظات الفردية الباهرة جعلت هذا اللقاء تحفة كروية ستُذكر في تاريخ دوري دافوري ليدز.
شارك الخبر