• عثمان الحسين، رجلٌ يُضيء اسمه كالشمس في سماء العمل الطوعي، ونجمةٌ تتلألأ في فضاء الجالية السودانية في الإمارات. هو رمزٌ للعطاء اللامحدود ورجلٌ حمل على كتفيه هموم النادي كما يحمل الجسر الثابت أمانة العابرين. بين الأمانات كان دائم الحضور، وبين الأجيال كان حلقة الوصل، يزرع فيهم حب الوطن ويغرس فيهم بذور التعاون.
تدرجٌ نحو القمة، وعطاءٌ بلا حدود
بدأ عثمان الحسين رحلته كالجندي المجهول، لكنه سرعان ما صار علماً بين الرجال. شغل أمانة الثقافة، فكانت الكلمة رسالته، والفعالية أدواته، والهدف ربط الجالية بعبق السودان. ثم حمل أمانة الرياضة، فكان الميدان ساحته، والروح الرياضية شعاره. ولم يكتفِ بهذا، بل تجول بين الأمانات كالنهر الذي يروي جميع الحقول، حتى كاد يعمل في كل جانب.
وحين جاء وقت القيادة، تربع على رأس المجلس، قائداً لمسيرة امتزجت فيها الحكمة بالخبرة، والحنكة بالشجاعة. في عهده، ازدهرت الأنشطة، وعمّ الانتعاش، فكانت دورتُه حكاية نجاح تُروى.
حكيمٌ يفيض حكمة، وخبيرٌ يشع خبرة
اليوم، وقد صقلته السنين وأغنته التجارب، أصبح عثمان الحسين حكيم الجالية ومرجعها. يستشيرونه في أمورهم، فيبدي رأياً أصاب كبد الحقيقة، ويستأنسون برأيه فينير لهم الدروب المعتمة. يحمل ذاكرة الجالية كحارسٍ أمينٍ على إرثها، ويحمل قلباً نابضاً بحب السودان وأبنائه.
بين الحروف روح، وفي الكلمات عبق
عثمان الحسين ليس مجرد اسم، بل هو قصيدة يتردد صداها بين أروقة النادي. هو الجناس بين العمل والحكمة، والطباق بين الجدية واللين، والسجع الذي يجعل الحديث عنه أنغاماً تتردد في القلوب.
ترك في كل منصب بصمة، وفي كل موقف حكمة، وفي كل قلب أثراً لا يُمحى. إنه النهر الذي لا يجف، والشجرة التي تظلل الجميع، والجسر الذي يربط الماضي بالحاضر.
إرث خالد للأجيال
في مسيرة عثمان الحسين درسٌ عميقٌ لكل من يأتي بعده. إن العطاء لا يقاس بالمنصب، بل بالحب الذي يُسكب في كل عمل. هو رجلٌ علَّمنا أن الحكمة لا تُشترى، بل تُكتسب، وأن المجتمعات لا تبنيها الأحلام، بل السواعد المخلصة والقلوب المحبة.
عثمان الحسين، شعلةٌ أضاءت طريق الجالية، وحكيمٌ نقش اسمه بحروف من ذهب في سجل الخالدين.