عادل الخطيب المدير التنفيذي لمحلية مدينة ودمدني الكبرى: ودمدني آمنة والواقع يكذب الشائعات

65
1111
Picture of حوار - محمد المهدي الأمين

حوار - محمد المهدي الأمين

• بعد أكثر من من عام عاد أهل ودمدني والجزيرة لديارهم بفضل الله وتضحيات القوات المسلحة والقوات المساندة..

…. أكثر من عام من النزوح بعيداً عن حبهم الأزلي لمعشوقتهم ودمدني عادوا زرافات ووحداناً  وقلوبهم تهفوا  إليها ….

عادت ودمدني وعاااادت اليها أحلى الليالي….

وفي إطار سعينا الدائم لتسليط الضوء على الشخصيات التي تُحدث فارقاً في مجتمعنا، نلتقي اليوم مع رجلٍ عُرف بجهوده الحثيثة وإخلاصه في خدمة المدينة وأهلها. السيد عادل الخطيب، المدير التنفيذي لمحلية مدينة ودمدني الكبرى، ليس مجرد مسؤولٍ تقليدي، بل هو نموذجٌ للقيادة الواعية والهمة العالية التي تضع مصلحة الناس في مقدمة أولوياتها….

بسمعته الطيبة وإصراره على العمل الجاد، استطاع السيد عادل الخطيب أن يترك بصمةً واضحة في مسيرة المدينة، رغم التحديات الجسيمة التي تواجهها ودمدني جراء الدمار الذي خلفته الحرب. في ظل ظروفٍ بالغة الصعوبة، يواصل  جهوده لإنعاش المدينة وإعادة إعمارها، متحدياً المعوقات الكثيرة التي تقف في طريقه، من بنية تحتية مدمرة إلى نقص في الموارد وصولاً إلى معاناة الأهالي الذين يبحثون عن أملٍ في غدٍ أفضل…….

لقاؤنا اليوم معه فرصةٌ لنتعرف على رؤيته، وإنجازاته، والتحديات التي يواجهها وفريقه عمله  لتجاوز هذه المرحلة الصعبة ليعيدوا إلى ودمدني روحها التي عُرفت بها.

فمرحباً بكم في هذا الحوار مع رجل الدولة الذي يُجسد معنى الخدمة العامة بكل أبعادها، في وقتٍ تُختبر فيه الإرادة والإنسانية بأقسى الظروف وكثرة الشائعات…..

 ما هي الإجراءات التي تتخذها المحلية بالتعاون مع الجيش لضمان استقرار الأمن في المدينة؟

– كان يوم 11 يناير 2025 يوماً تاريخياً لولاية الجزيرة و مدينة ود مدني ارتبط بيوم تحريرها من دنس مليشيا الدعم السريع الارهابية بعد أكثر من عام من الرعب و الإرهاب والتدمير الممنهج والانتهاكات لمواطني ولاية الجزيرة ومدينة ود مدني وجاء النصر بفضل الله ولطفه ورعايته وبجهاد وفدائية القوات المسلحة السودانية و القوات المشتركة وجهاز الأمن والبراؤون و المستنفرون وكل القوات المساندة التي أبرزت قوة الإرادة والتصميم والتضحية والفداء من أجل الوطن .. كل هؤلاء الآن يعملون على ضمان استقرار الأمن. إذ أن ولاية الجزيرة شهدت انتهاكات جسيمة في شرق وغرب الجزيرة وتعد من جرائم الحرب التحية لشهداء تحرير ود مدني وعاجل الشفاء للجرحى..

ودمدني الأمن والأمان

 ما هي الأوضاع الأمنية الحالية في مدينة ودمدني بعد سيطرة الجيش السوداني وطرد قوات الجنجويد؟

– عقب التحرير كان الهاجس الأمني هو أولوية عمل الجهاز التنفيذي بالولاية عموماً  وودمدني خصوصاً حيث تم تكثيف عمل لجنة الأمن بالمحلية أصدرت من خلالها عدد من القرارات الخاصة بتحقيق الأمن والاستقرار والطمأنينة للمواطن الذي عاد إلى مدني الحبيبة بصورة سريعة ومكثفة من ولايات السودان المختلفة ومن جمهورية مصر العربية وذلك وفق خطه محكمة ، وبعد أن اتخذت الولاية والمحلية إجراءات إعادة الخدمات للمدينة وفي مقدمتها الأمن حيث انتشرت نقاط الارتكاز في مداخل الاحياء  ومداخل المدينة وقد عادت الشرطة لممارسة مهامها في كل مراكز الشرطة بالمدينه وبدأت بالتعاون والتنسيق مع النيابة العامه في مباشرة وفتح البلاغات  للمواطنين المتضررين الذين فقدوا ممتلكاتهم وتم توثيق هذه البلاغات وانتظمت الأسواق بكل أحياء ود مدني وذلك بفضل قرارات لجنة أمن المحلية وحققت هذه الإجراءات نتائجها الملموسة على أرض الواقع حيث تعيش المدينة حالياً أجواء من الأمن و الطمأنينة يلمسها المواطن  وتؤكدها حقيقة  ازدياد حركة العودة للمواطنين ويمكن القول إن معظم أهل ود مدني قد عادوا إليها. 

شائعات يكذبها الواقع

 هناك شائعات تتحدث عن إنعدام الأمن والمعاناة في الحياة اليومية، ما مدى صحة هذه الشائعات؟

– انتشرت بعض الشائعات في الفترة الأولى بعد التحرير حول عدم وجود الأمن ورجوع بعض العائدين للنزوح مرة أخرى وانتشار الجرائم وهذه الشائعات معروفة المصدر ومعلومة الهدف حيث أن البعض لم تسعده عودة الحياة لمدينة ود مدني ولكن هذه الشائعات سريعاً ما انتهت ذلك أن الواقع كذبها تماماً وأن وسائل التواصل الاجتماعي أتاحت معرفه الحقائق من أرض الواقع… وتزامن ذلك مع شائعات أخرى بعودة الجنوبيين واحتلالهم لأحياء وميادين في المدينة والحقيقة هي ان مجموعات من الجنوبيين قد تم تجميعهم لتنفيذ برنامج العوده لهم لدولة جنوب السودان وقد تمت العملية بنجاح تام بالتعاون مع المفوضية العليا للاجئين ،، نؤكد مجدداً أن مواطن مدينة ود مدني يعيش في أمن وطمأنينة وأن الحياه قد عادت لطبيعتها بصورة سريعة بأكثر من ما كنا نتوقع.

عودة خدمات المياه والكهرباء

 كيف يتم التعامل مع مشاكل البنية التحتية المتضررة، مثل الطرق والمياه والكهرباء؟

– انتظمت خدمة المياه في معظم أحياء المدينة نتيجه للمجهود الذي بذلته هيئة المياه بتركيب 4 طلمبات غاطسة و2 طلمبة توزيع مما أدى إلى تشغيل المحطة بنسبة100% إضافةلتأمين التشغيل لعدد 109 بئر جوفية لعدد من الأحياء وتم تركيب الطاقة الشمسية لعدد 86 محطة منها، مما أدى إلى انسياب خدمة المياه للاحياء فضلاً عن الجهود التي بذلتها الهيئة القومية للكهرباء لإعادة التيار الكهربائي لأكثر من 60%  من أحياء المدينة. كل ذلك تم بتعاون وتنسيق محكم بين مختلف الأجهزة بالولاية والمحلية ورعاية الأخ والي ولاية الجزيرة و وزارة البنى التحتية ومع توفر هذه الخدمات ازدادت وتيرة العودة للمواطنين بالمدينة.  

جهود مكثفة لإصحاح البيئة

 ما هي أبرز التحديات التي تواجهها المدينة في إعادة الحياة الطبيعية بعد الحرب؟

– كانت عمليات النظافة و إصحاح البيئة وتأهيل المظهر العام للمدينة من أولويات عمل المحلية حيث انتظمت عمليات النظافة أولاً بالسوق العمومي ثم العديد من الحملات لإزالة التشوهات ونقل النفايات حيث تم خلال الفترة الماضية نقل 1701 طن من السوق العمومي والسوق المركزي مما أسهم بصورة كبيرة في عودة السوقين العمومي والمركزي للمارسة أعمالهم بصورة ممتازة فضلاً عن إزالة النفايات من الشوارع الرئيسية: شارع النيل – الدباغة – امتداد شارع النيل – الزمالك- سنكات جبرونا- جزيرة الفيل – مدرسة الكورة، حيث بلغت جملة الكميات المنقوله 12.634 طن من النفايات.

كذلك كانت هنالك جهود في مجال تأهيل المظهر العام بإزالة آثار الحرب بنقل المخلفات الحديدية من عربات مدمرة وغيرها جانبي الطرقات الرئيسية بالأسواق والأحياء ونظافة الموقف العام وموقف أمجاد الذي انتظم العمل فية تماماً حيث تتوفر الآن كل وسائل المواصلات بين الأحياء وخارج المدينة. 

وخلال هذه الفترة العصيبة برزت لنا بعض المبادرات الداعمة للمحلية وبالذات في مجال إصحاح البيئة ونقل الأنقاض. وهنا نذكر بالخير ولاية النيل الأبيض التي شاركتنا بعدد ثلاثة عربات صاغطة أسهمت في نقل 702 طن نفايات خلال أسبوعين. ونذكر أيضاً شركة FIA التي ساهمت بعدد 2 قلاب ولودر.  ومحلية المناقل التي عملت في مجال إزالة أنقاض الحديد بالسوق العمومي والموقف العام لمدة أسبوعين. ولعل من المساهمات الشعبية المتميزة نذكر شباب محلية القصيرة بجنوب الجزيرة شاركت بعدد90 شاباً عملوا على نظافة شارع النيل والموقف العام ومستشفى الكلى والنادي الأهلي واستاد ود مدني ولهم منا التحية . 

تأمين الوضع الصحي

 ما هي الأوضاع الإنسانية للسكان بعد الحرب؟ وهل هناك نقص في المواد الأساسية مثل الغذاء والدواء؟

– امتداداً لمجهودات أجهزة المحلية فقد ركزت على تأمين الوضع الصحي ووضعه من الأولويات، وصممنا خطة اسعافية لهذا الجانب حيث بدأنا في حملة واسعة للرش الضبابي لمكافحة نواقل الملاريا وحمى الضنك وشملت هذة الحملة حتى الآن عشرة أحياء والحملة متواصلة حتى تشمل كل أحياء وقرى المحلية ، ولتعزيز الوضع الصحي تم فتح عدد من المراكز الصحية التي باشرت أداء مهامها في تقديم الخدمات الصحية كذلك في هذا الجانب تم تنفيذ مبادرة مع عدد من المنظمات لعمل عيادات متحركة للوصول للمواطنين في مواقعهم. ومن ضمن الجهود في المجال الصحي فقد أولينا سجن ود مدني عناية خاصة حيث تم مكافحة الطور اليرقي للباعوض وتم كلورة المياه وتم تنفيذ الرش الرزازي بعنابر السجن والحمامات وتوفير المطهرات والعلاج المجاني للنزلاء.

خطة قادمة لأسواق ومحال تجارية تواكب التطور

 ما هي رؤيتك لمستقبل مدينة ودمدني في الأشهر القادمة؟

– نعمل الآن على إعداد خطه قابلة للتنفيذ عبر إدارة التخطيط بالمحلية وتستهدف رفع مستوى الاستثمار برفع مقترحات لأسواق ومحال تجارية بصورة جمالية تليق بالمحلية وقيام أسواق تواكب التطور العمراني المنشود وتحافظ على المظهر العام ونتوقع أن يشهد هذا الملف تقدماً ملحوظاً عقب عطلة عيد الفطر المبارك. 

إغاثة المواطنين المحتاجين 

 إلى أي مدى استطاعت المحلية الوصول للمواطنين المحتاجين خاصة في ظل الظروف الاقتصادية التي أفرزتها هذه الحرب….

– يعد هذا الملف من الملفات المهمة التي أولتها المحلية اهتماماً كبيراً حيث أن هنالك أسر لم تغادر المدينة وعانت خلال فترة تواجدها من نقص في المواد الاستهلاكية الغذائية وعملت المحلية على إعداد حصر شامل لهذه الأسر، حيث بلغ عدد الأسر التي ظلت باقية بالمحلية عدد (27.312)  أسرة على مستوى المحلية وتمكنت أجهزة المحلية من الوصول لنسبة كبيرة منهم و تسليمهم المواد الإغاثية ونشكر في هذا الصدد الحكومة الاتحادية و العديد من الوزارات والولايات وبعض المنظمات الوطنية والأجنبية التي سيرت قوافل الإغاثة للمواطنين المحتاجين . 

غرفة طوارئ العيد

 ما هي أبرز الاحتياجات العاجلة التي تحتاجها المدينة في هذه المرحلة؟

– لمتابعة الأوضاع المختلفة بالمحليه فقد انعقدت يومياً غرفة الطوارئ في فترة عيد الفطر المبارك ظلت تطمئن خلالها على الأوضاع الامنية والصحية وانسياب الخدمات والطوارئ المختلفة حيث تم خلال عطلة العيد فتح عدد 12 مركز صحي لتحقيق انسياب الخدمات الصحية للمواطنين وتشغيل عربات ضاغطة تمكنت من إزالة 98% من النفايات ومخلفات الأسواق ومتابعة أعمال حملة الرش على مستوى الأحياء والاطمئنان على موقف البيئة العامه بسجن ود مدني العمومي كذلك قامت الغرفة بزيارات معايدة على رموز وأعيان مدينه ود مدني والمحلية عازمة على سد كل احتياجات المواطنين في الفترة الحالية وأهمها إصحاح البيئة وتأمين الوضع الصحي. 

الخطط الإسعافية

 هل هناك خطط طويلة المدى لإعادة الإعمار وتحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية؟

– نسبة لحجم الدمار  الواسع الذي أحدثته مليشيا آل دقلو الإرهابية في مجال البنية التحتية لمدينة ود مدني وأحياءها وقراها ومؤسساتها الخدمية والذي يعد تدميراً ممنهجاً استهدف البشر والشجر والحجر، فقد عملنا ومنذ التحرير على تنفيذ خطط إسعافية طارئة بدلاً عن الخطط والبرامج خلال العام….  وتمكنا من خلال الخطة الطارئة من تأهيل الخدمات وإصحاح البيئة و إزالة مخلفات الحرب ونقل النفايات والأنقاض والتدخل السريع لتأمين الوضع الصحي ومكافحة نواقل الملاريا والذباب وحمى الضنك وتشغيل الأسواق وبحمد الله فقد وفقنا و بنسبة كبيرة في تحقيق أهداف هذه الخطط الإسعافية …. والمحلية الآن تعد العدة لوضع برامج ومشروعات كبيرة وطموحة لإعمار ما دمرته الحرب حتى تعود ودمدني لسابق عهدها وأفضل.

بعون الله وعزم أهل مدينة ود مدني ومؤسسات حكومة ولاية الجزيرة التي نشكرها وفي مقدمتها الأخ والي ولاية الجزيرة ووزراء حكومته لإسنادهم للمحلية حتى تقوم بدورها خلال هذه الفترة العصيبة و التحية والشكر لصحيفة «voice» لسعيها لتعريف الرأي العام بما يجري بمدينة ود مدني ونعول على جهودها في قادم الأيام في الإسهام في حشد آراء وأفكار أبناء ود مدني بدول المهجر  حتى نسهم جميعاً في إعمار هذه المدينه التي نحب.

 

شارك الحوار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *