محمد المهدي

محمد المهدي

مستشار التحرير وكاتب صحفي

‏• عصير الليمون من أهم مكوّنات المائدة الرمضانية، وهو المشروب المفضل لكثير من الصائمين. كان الليمون يمتاز بالوفرة، وأنه في متناول الجميع، وذلك لرخص سعره، مع ما فيه من الفوائد الصحية. 

لكن في الأشهر الأخيرة بدأت أسعاره في التصاعد باستمرار، وبلغت الذروة في هذا الشهر المبارك، إذ تجاوز سعر الليمونة الواحدة ال300 جنيه، مع صغر حجمه. ولست أدري هل السبب في ذلك عائد إلى شح الإنتاج؟ أم إلى صعوبات في وصوله إلى الأسواق؟ أم السبب هو المعضلة الدائمة والمستعصية على الحل، المتمثلة في استغلال التجار المواسم لجني أرباح طائلة؟ 

وعلى كل حال، إذا كان السبب أيّاً مما ذكر، فإن المهم هو التفكير في علاج ناجع للمشكلة، وهو الاتجاه إلى زراعة أشجار الليمون في البيوت والشوارع، لا سيما أن هناك نوعاً من الليمون (القزم)، الذي لا يحتاج إلى مساحة كبيرة في البيت، كما أنه يثمر أغلب أيام العام. 

أما أشجار الليمون التي ستزرع في الشوارع، فقد يواجه الناس بعض المعاناة في بداية التجربة، لكن عندما تعمّم الفكرة وتنتشر الأشجار المثمرة، فسيكون الوضع طبيعياً. 

إننا ندفع ثمن تحول كثير من الأسر إلى أسر مستهلكة بعد أن كانت منتجة، فقد كانت غالبية البيوت تجد بها أقفاص الدجاج، وأبراج الحمام، إلى جانب تربية الماعز، إضافة إلى أشجار الليمون والمانجو والجوافة، فكانت هذه الأسر مكتفية ذاتياً من الألبان، والبيض، والفراخ، والليمون والفاكهة. مع وفرتها في ذاك الزمان في الأسواق، وجودتها، ورخص أسعارها.            أمّا الآن فأسعار هذه السلع مرتفعة جداً، وصار كثيرون عاجزين عن مجاراة الأسواق، لتوالي الزيادات، وضعف المداخيل المادية، خصوصاً للعاملين بالدولة، ذلك أن قطاعاً كبيراً منهم،  لا تكفي مرتباتهم ضروريات الحياة ولأيام قليلة. 

هذه دعوة للإخوة في حركة السودان الأخضر لتبني مبادرة (شجرة ليمون في كل بيت)، وهم الأقدر على تنفيذها بما لديهم من خبرات وخبراء وكوادر بشرية متسلحة بالتجارب، كما أن المبادرة تصب في صميم أهداف حركة السودان الأخضر، كما توجد العديد من المجموعات التي تقدم المعلومات  والإرشادات للمهتمين بمجال الزراعة، منها مجموعة (الزريع السوداني)، و(الزراعة)، على «الفيسبوك». و(الخبراء المتحدون للحلول المتكاملة ودعم المشاريع الإنتاجية) على «الواساب».

التجربة المصرية 

 بمناسبة وصول سعر الليمون إلى ١٠٠ جنيه أُطلقت فكرة زراعة شجر الفاكهة محل أشجار الزينة في الشوارع، 

كانت الفكرة في زراعة الليمون في الشارع للأسباب الآتية:

* الليمون دائم الخضرة، يعني أنه يعطي الأكسجين في الشارع.

* الشجرة فيها شوك، فهي تحمي نفسها من اختراق الأطفال، والمارة من تكسيرها. 

* أزهارها تعطي رائحة جميلة في الشوارع. 

* لا تستهلك مياهاً كثيرة، وتتحمل الأمراض والعطش. 

* كل من يأخذ ليمونة تعدّ صدقة جارية لمن زرعها، 

ومع الوقت ستبقى ثقافة. 

* جذور شجرة الليمون لا تؤذي الطرق ولا الأسفلت، بعكس بعض الأشجار التي تشقق الطرق. 

هذه مناشدة للالتفات إلى أهمية هذه الشجرة، لزراعة٥٠ مليون شجرة فاكهة ليمون وبرتقال في الشوارع، تكلمنا في كل الصحف والمجلات والقنوات الفضائية، ونفّذنا على الأرض ونجحت كل التجارب، وأفضل تجربة حققت نجاحاً كانت في السويس والوادي الجديد والجيزة والإسكندرية وأسوان والقاهرة، وكان القائم عليها مجموعة محترمة من المخلصين. 

لو كانت زُرعت أشجار الليمون من وقتها، وأنشئ مصنع استخلاص حمض الستريك أسيد ومستحضرات طبية، فيصدّر للخارج ويجلب دولارات. 

 أطلقت هذه الحملة في العام  ٢٠١١ صفحة اسمها (المشروع القومى لزراعة الـ 50 مليون شجرة فاكهة فى مصر). 

الخبير الاقتصادي د. أحمد حنفي، صاحب فكرة زراعة أشجار الفاكهة في الشوارع من العام ٢٠١١، ومؤسس المشروع القومي لزراعة ال٥٠ مليون شجرة فاكهة في مصر. 

ازرع شجرة تطرح بكرة يعم الخير ثواب في الآخرة.

 

شارك المقال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *