• الأربعاء 12 فبراير 2025 يظل يوماً حزيناً عند الشعب السوداني برحيل أحد أبناءه الذي لم أجد إجماعاً على محبته مثل ما وجده الدكتور وكابتن الهلال والسودان علي قاقارين.
والحزن الذي سكن كل أسرة وقرية ومدينة في السودان بفعل الحرب ورحيل الشهداء وما خلفته الحرب في كل بيت سوداني، تبقي أيضاً حقيقة الموت علامة فارقة أخرى خارج ميادين القتال وبل خارج حدود الوطن.
لأن خبر وفاة الدكتور علي قاقارين الأربعاء الماضي بقاهرة المعز كان يوماً حزيناً من أيام السودان العصيبة في هذه الفترة، لما يمثله الراحل من رمزية في كرة القدم ومجتمع السودان بعد أن تقلد شارة القيادة في ناديه الهلال وفي المنتخب الوطني السوداني، لأنه جمع بين كرة القدم والعلم والدبلوماسية.
وقد كان علي قاقارين حبيب الكل في الرياضة ولدى جمهور العملاقين الهلال والمريخ وهذه من النادر جداً أن ينالها لاعب كرة قدم، ولكن نالها بأخلاقه وعلمه وتواضعه بين الناس، ولذلك أحبه المريخاب قبل الهلالاب.
فقد كان علي قاقارين مهاجماً كبيراً توج نفسه هدافاً للقاءات العملاقين، خلاف منتخب بلده الوطني، وكذلك حصّن نفسه بالعلم في المجال الأكاديمي وكان مجيداً للغة الفرنسية مجال دراسته، حتى صار فيها معلماً في المدارس الثانوية حتى اجتهد وصار أستاذاً في الجامعات بعد حصوله علي شهادات الماجستير والدكتوراة، حتى توجه اجتهاده سفيراً لبلده بعد مشوار وخبرات كبيرة في العلم والمهنة، فهو شخصية دخلت قلوب الجميع حتى جمع بين الرياضة والعلم والدبلوماسية، وذلك بكفاءته وقدراته الشخصية والعلمية.
لذلك وجد علي قاقارين كل هذا الحب من كل مجتمع السودان، ومثل رحيله محطة نادرة وقف فيها الجميع في قوميه نادرة حزناً على فقد هذه القامة السودانية التي احترمت الجميع فاحترمه أهل السودان وحتى من هم خارج السودان في محطاته الدبلوماسية.
رحل علي قاقارين مخلفاً سيرة ومسيرة عطرة بالمحبة والمودة بين الجميع، بعد مسيرة رياضية كبيرة أسعد فيها السودان والسودانيين في الهلال والمنتخب بأهدافه التي لا تُنسي ولن تُنسي.
(وما تدري نفسٌ بأي أرضٍ تموت).
فقد اختار الموت علي قاقارين.
أن يموت ويدفن في أرض مصر التي أحبها وأحبته.
ولا نقول إلا ما يرضي الله: (إنا لله وإنا اليه راجعون).