محمد الفاتح جديد

محمد الفاتح محمد

مستشار قانوني

• ساعات قليلة تفصلنا عن المواجهة التي ينتظرها عشاق كرة القدم في السودان ومصر ، قمة دارجة التكرار في السنوات الأخيرة تجمع بين قطبي كرة القدم في وادي هلال أم درمان وأهلي القاهرة في إطار الدور ربع النهائي الإقصائي لأمجد مسابقات الاتحاد الإفريقي للأندية البطلة.

• من المأمول أن تبوح المواجهة بعديد الأسرار الشيقة ذات التفاصيل المثيرة كعادة لقاءات الفريقين التي ظلت تتسم تاريخياً بالندية الكبيرة داخل الملعب والشد والجذب خارجه وذلك من واقع الشعبية الجارفة والزخم الكبيرين اللذان يتمتع بهما الناديين وخصوصية مبارياتهما.
• أجواء لقاءات الفريقين بدأت في الإشتعال منذ قرابة الأربعة عقود وتحديدا منذ مباراة الإياب للدور النهائي لبطولة عصبة الأندية البطلة عام 1987 التي إحتضنها ستاد القاهرة الدولي وانتهت بفوز النادي القاهري 2/0 وظفره بلقبه القاري الثاني على حساب كبير السودان ، لقب مازال مثار لغط واسع وجدلية سرمدية لدى الأهلة بإعتبار أن الكأس الذهبية سرقت من الهلال في رابعة النهار بإنحياز واضح من الحكم المغربي الراحل محمد لاراش الذي جانبه الحياد بنقضه ابتداء لهدف صحيح أحرزه وليد طاشين دون مسوغ تحكيمي واضح واحتسابه لهدف تحوم حوله شبهة التسلل للمهاجم الصاعد حينها حسام حسن هذا التحامل فسر بأنه لأجل عيون النجم محمود الخطيب (بيبو ) الذي لعب هذا النهائي كآخر مبارة له بالقميص الأحمر علاوة على أن المبارة لعبت تحت نظاري الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك الذي شرف الحدث الرياضي الكبير.
• بالعودة إلى المباراة المرتقبة أمسية الغد وعطفا على لقاء الذهاب الذي انتهى بهدف مقابل لا شي للنادي الأهلي، نقول انه كان بإمكان الهلال الخروج بنتيجة افضل وذلك لو تسنى لرماة الفريق التعامل بذكاء وتروي مع السوانح التي اتيحت لهم وتمكنوا من خطف هدف يكفل انتهاء اللقاء بالتعادل الإيجابي وهي نتيجة اكثر من ممتازه ويصعب الحصول عليها من قلب استاد القاهرة ، تعادل لو تحقق لجعل مهمة الاياب أكثر سهولة ويسراً لكن التقني الكنغولي فلوران إيبينجي مفتقد للشجاعة الكروية وحجم إمكانيات الفرق وحد منها بإصراره على التحفظ الشديد أمام فريق يلعب بإسمه وتاريخه فقط وكل من وقف على مستوى الاهلي جزم بأنه كان بمقدر الهلال الخروج بما يريد إذا ما أطلق المدرب العنان للاعبيه.
• أي كان فما مضى قد مضى والمباراة القادمة لن تكون كسابقتها كونها تمثل تحديا كبيراً أمام لهلال الذي تضرب صفوفه إصابات عديدة أفضت إلى غياب القائد محمد عبد الرحمن قلب الهجوم إضافة إلى السنغالي المميز إيمي تيندينج و الموريتاني قيسوما فوفانا والمالي أداما تراوري وهذا الثلاثي الأجنبي تأمل الجماهير ان تكون عودتهم قوية في مبارة الغد لمعرفتها التامة بإمكانياتهم اللامحدودة التي من شانها أن تعيد التوزان لشكل الفريق من حيث البعد الفني والخططي.
• الحقيقة التي لابد من استصحابها أن الأهلي – وإن لم يظهر بشكله المعتاد – إلا أنه يعد أكثر الفرق تمرساً في هذه البطولة ولما يتمتع به من خبرة ودراية كافية تعطيه افضيلة الخروج بما يريد من المواجهات الصعبة فلا خلاف على تمرس أبناء الجزيرة في السفر والترحال داخل أحراش القارة.
• لكن هذا لا يمنع من أن الفيصل هو الملعب شريطة أن يتسلح لاعبي الهلال بالروح والقتالية العالية واللعب الرجولي بعيداً عن الرعونة والتسرع.
• الجوانب التكتيكة لها أهلها وافتاءنا فيها مهما بلغنا من معرفة لن يرقى لمستوى الفنيين وأهل المجال ورواده لذا فإن الأمر متروك للجهاز الفني مع كامل ثقتنا في حسن اختياراته والأماني بالتوفيق في إدارة المباراة رغم تحفظنا الكبير على مسيرة الكنغولي ايبينجي مع الهلال قياسا بما يتوفر لديه من امكانيات.
• كما أسلفت فهي مبارة دوافع وما أكثرها عند لاعبينا ويكفي انهم صنو جنود القوات المسحلة يقاتلون لرفعة الوطن واستمراه تواجده في المحفل الرياضي على مستوى الأندية.
• الدوافع هي السلاح الأمضى والأكثر فعالية لإزالة اي فوارق فنية او تفوق تاريخي حيث ترتفع معها مستويات الأداء لاعلى مما هو متوقع ومعتاد وما ينبغي ان يعول عليه لإقصاء الاهلي والترقي للدور نصف النهائي باذن الله.
• أقولها بكل ثقة لو قدر للهلال تخطي النادي الأهلي سوف يتمكن من إقصاء المتأهل من مواجهة صنداونز الجنوب أفريقي والترجي التونسي ويصل لنهائي البطولة.
• حجز تذكرة سفر للأهلي إلى خارج البطولة ليست مستحيلة في ظل تراجعه الكبير فنياُ مقارنة بالمواسم السابقة.

• ما أتمناه ان يتحلى الهلال بالهدوء التام في بداية المبارة واللعب بتوازن يكفل عدم استقبال هدف مبكر مع ضرورة تقسم المباراة لفترات حسب مجريات اللقاء هذه الاستراتجية سوف تضع الاهلي تحت الضغط رغم تراكم خبراته وتنوعها.
•على الجهاز الفني للهلال العمل على نقل التوتر والضغط الذهني للمنافس وذلك بإحراز هدف مبكر يعادل به الفريق نتيجة مباراة الذهاب هذا الهدف من شإنه أن يحرك الساكن في النادي الاهلي ويدفعه لإدراك الموقف وارباك الهلال مجددا وبالتالي يمكن الاستفادة من سرعات لاعبي الفريق واستغلال المساحات التي سوف تحدث نتيجة الاندفاع الهجومي المتوقع.
. التأهل ممكن وظروف كثيرة سوف تخدم الهلال إذا ما احسن استغلاها وتوظيفها لصالحة.
. كل الأمنيات لهلال الملايين بالنصر.
ربنا عودة بعد المباراة باذن الله مباركين تأهل سيد البلد.

 

شارك المقال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *