تحل في منتصف شهر فبراير من كل عام ذكري رحيل الروائي العالمي الطيب صالح، (2009) و التي اختيرت موعداً للفعاليات الختامية للجائزة التى تحمل اسمه يلتقي فيه الأدباء و الكتاب و المثقفون من السودان و افريقيا و الوطن العربي تخليدا لذكراه و مواصلة لعطائه الثر . أصبحت احتفالية الجائزة موسما ثقافياً ينتظره الجميع، إذ يلتقي فيه الأدباء و النقاد و أهل الفكر و الثقافة في أجواء الحوار المثمر و الفعال ، مستلهمين رؤي و أفكار الطيب صالح و هو يشير الي أن حضارتنا مبنية علي التسامح و قبول الآخر .
وتشاء الأقدار أن يبتلي وطنه السودان بحرب مدمرة ، أودت بحياة الآلاف، وشهدت انتهاكات غير مسبوقة للمدنيين وممتلكاتهم وللمؤسسات العامة والخاصة وفى مقدمتها دور المتاحف والآثار والوثائق والمسارح والمراكز الثقافية والمكتبات وزعزعت الأمن و الاستقرار في ربوعه و شتت بعض أهله نازحين داخل الوطن و آخرين في المهاجر و المنافي و مخيمات اللاجئين. وأوقفت مسيرة العطاء و الأبداع و عطلت الفعاليات الثقافية والفنية منذ أبريل 2023 م .
في هذه الذكرى يتوجه مجلس الأمناء بشكره و عرفانه لكل الأفراد و المؤسسات وكل الذين افتقدوا الجائزة في المشهد الثقافي بعد أن تبوأت مكانة مرموقة وسط رصيفاتها من الجوائز الثقافية .
و مجلس الأمناء أذ يعلن عن تأجيل الفعالية التي جرت العادة أن تكون في فبراير من كل عام ، يأسف لهذه الأوضاع التي عطلت الجائزة و أنشطتها الثقافية، و يعاهد المثقفين أن الجائزة ستستأنف مسيرتها في خدمة الأبداع و الثقافة، و تنمية روح الحوار ؛ و نبذ خطاب الكراهية و التعصب و العنصرية و نأمل أن يكون ذلك في أقرب وقت ممكن متي ما تهيأت الظروف و زالت مسببات التوقف و تيسرت إمكانية التواصل.
ونزجي الشكر للشركة السودانية للهاتف السيار( زين) على رعايتها لهذه الجائزة و وقوفها معها. وللوسط الثقافي و الاعلامي الذي ألتف حول الجائزة
و ختاما نسأل الله العلي القدير أن يجنب شعبنا و وطننا و الإنسانية كلها شرور الحروب و الفتن التي تعطل مسيرة الحضارة و التقدم .