تداعيات خطورة إنشاء قاعدة روسية في منطقة البحر الأحمر 

70
Nimiri

نميري مجاور

كاتب صحفي

• إنشاء قاعدة عسكرية روسية في السودان، خاصة في منطقة البحر الأحمر، يحمل في طياته مخاطر وتداعيات جيوسياسية واقتصادية وأمنية متعددة، سواء على السودان أو المنطقة أو حتى على العلاقات الدولية. يمكن تلخيص أبرز هذه المخاطر فيما يلي:

1. تعقيد المشهد السياسي الداخلي السوداني:

انقسام داخلي: قد يؤدي الاتفاق إلى تعميق الانقسامات السياسية الداخلية في السودان بين مؤيدين ومعارضين للوجود العسكري الروسي. هذا الانقسام قد يزيد من حالة عدم الاستقرار السياسي مستقبلًا خاصة بعد انتهاء الحرب.

تأثير على العلاقات المدنية العسكرية: قد يعزز الوجود العسكري الروسي من نفوذ المؤسسة العسكرية في السودان، على حساب السلطة المدنية، مما يقوض جهود بناء نظام حكم ديمقراطي مدني في المستقبل بل من الاستحالة ان يحدث ذلك 

2. تداعيات إقليمية ودولية:

توتر العلاقات مع دول الجوار: قد يؤدي إنشاء القاعدة إلى توتر علاقات السودان مع دول الجوار الإقليمي، خاصة تلك التي تربطها علاقات قوية مع الغرب أو لديها مصالح متضاربة مع روسيا في المنطقة.

صراع النفوذ الدولي: قد يساهم الوجود العسكري الروسي في السودان في تصعيد صراع النفوذ الدولي في منطقة البحر الأحمر، خاصة بين روسيا والولايات المتحدة وحلفائها، مما يزيد من حالة عدم الاستقرار الإقليمي.

عقوبات محتملة: قد يعرض الاتفاق السودان لعقوبات دولية من قبل الولايات المتحدة ودول غربية أخرى، خاصة إذا اعتبرت هذه الدول أن الاتفاق يهدد مصالحها الأمنية أو يتعارض مع جهود دعم الديمقراطية في السودان.

3. مخاطر أمنية:

استهداف محتمل: قد تصبح القاعدة العسكرية الروسية هدفًا لهجمات من قبل جماعات متطرفة أو دول معادية لروسيا، مما يعرض السودان لخطر الانجرار إلى صراعات إقليمية ودولية.

تهديد الأمن الإقليمي: قد يؤدي الوجود العسكري الروسي إلى تغيير موازين القوى في المنطقة، مما يشجع دولًا أخرى على زيادة وجودها العسكري أو التدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة، مما يزيد من حالة عدم الاستقرار الأمني.

تأثير على مكافحة الإرهاب: قد يعيق الاتفاق جهود مكافحة الإرهاب في المنطقة، خاصة إذا كانت هناك مخاوف بشأن استخدام القاعدة الروسية لدعم جماعات متطرفة أو لزعزعة استقرار دول الجوار.

4. مخاطر اقتصادية:

تأثير على الاستثمارات الأجنبية: قد يؤدي الاتفاق إلى عزوف المستثمرين الأجانب، خاصة من الدول الغربية، عن الاستثمار في السودان، خوفًا من العقوبات أو من تدهور العلاقات مع السودان.

ارتباط بالمصالح الروسية: قد يربط الاتفاق الاقتصاد السوداني بالمصالح الروسية، مما يجعله عرضة للتقلبات الاقتصادية في روسيا أو للعقوبات المفروضة عليها.

إعاقة المساعدات: قد يؤدي الاتفاق إلى تقليل المساعدات الاقتصادية التي يتلقاها السودان من الدول الغربية والمؤسسات الدولية، خاصة إذا اعتبرت هذه الجهات أن الاتفاق يتعارض مع جهود دعم التنمية الاقتصادية في السودان.

5. مخاطر أخرى:

تأثير على السيادة الوطنية: قد يحد الاتفاق من السيادة الوطنية السودانية، خاصة إذا منحت روسيا صلاحيات واسعة داخل القاعدة أو إذا تدخلت في الشؤون الداخلية السودانية.

تأثير على حقوق الإنسان: قد يؤدي الوجود العسكري الروسي إلى تدهور أوضاع حقوق الإنسان في السودان، خاصة إذا دعمت روسيا نظامًا قمعيًا أو إذا ارتكبت قواتها انتهاكات لحقوق الإنسان.

خلاصة:

إن إنشاء قاعدة عسكرية روسية في السودان يحمل مخاطر جمة على مختلف الأصعدة. يجب على حكومة بورتسودان دراسته وأن تدرس هذه المخاطر بعناية وأن تتخذ قرارًا مستنيرًا يراعي مصالح السودان وشعبه، ويساهم في تعزيز الاستقرار الإقليمي والدولي.

 

شارك المقال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *