• وعدتك أن أكتب إليك، عنك، بل فيك. أفتح أقواس الحنين لأنزل مِداد فرحي على بياضِ ورقةٍ لم تَنَلْ قبلك حرف امتنان! أقصُّ عليك ما لا تدركه من جنون شوقي، ولهفتي، واشتياقي. بل، كيف صرت بك بكامل البهاء.
(تخونني فيك اللغة). أظنها تمارس أنانيتها بفرح يخصها. وحده حرف حزني كان للنشر.
من أين أبدأُ؟!
من أين لي بمِدادٍ يكشف أحاسيس يثقل على القلب تحمل أفراحها؟!
كدتُ أعلن استسلامي بتلك النقطة (.) أختم أحاديث بوح تضِجُّ بداخلي، وتمتهنُ الصمت ممتلئة بك حد يقين تملَّكَني أنَّ للحياة وجه لم أَنَلْ من جماله رؤية إلا معك. بل صرت أرتويه وأرتديه. هبني لغة أخرى، حروفا غير التي أجيد تهجئتها، فكرا آخر.
ياسيدي .. تحتاج مني الاحتفاء. رتبني جيدا كي لا تتعثر بفوضاي، فلا شيء يثير ضجري أكثر من كتابة أحتقر عجزها إنْ هزمها حمل مابدواخلي. (تخونني فيك اللغة).
على غيرِ عادتي، أعلن للحرف براءتي منه. أبثه الشكر لكل حزن رتقته به، وأجاد مواساتي فيه. أعلن له الوداع، فيهزني الحنين بعتاب على فعلة تنمُّري. هامسته بعِشقِي له، لكنه لم يعد يملك القدرة على تحمل جنوني، جنون فرح لا يعرفه! صرخ بوجهي .. «لا تعتذري، كَفَى نفاقا، بصحبتك رجل الحلم. ذات الرجل الذي كان دائما حديث أمنيات نخطها توهما بيأس». شعرت بحزن أغدقته علي من كان سندي. همستُ لها «أحتاجه فقط. دعيني أتزود لأدعوك بثوب أجمل للحظة بوحٍ صادقٍ».
كانت هناك تجلسُ فاصلةٌ (،) تراقبني، دون أن يبدو على ملامحها ثورة غضبٍ وإدانة. تنبَّهتْ لحاجتي بدعمها. جلَسَتْ بنصف السطر تراوغ الحرف باتكاءتها. فضحتني بصوتها المتمايل .. «أليس هو ذات الرجل الذي عشقك في مسيرة حرف تناضلين فيها من أجل لقياه؟». أومأت بصمتٍ يكشف عن قلة حيلتي، عن شعور بجرح أهديه لحروف لم تخذلني سِوى الآن.
جاءت النقطة (.) تغلق حديث عتاب جُلَّ ذنبي فيه أنني