في أجواء مفعمة بالفرحة والروحانية، احتفلت الجالية السودانية في مدينة قرينسبورو بأول صلاة عيد الفطر المبارك في مصلى بيت السودان، حيث امتزجت بهجة العيد بفرحة الانتصارات الأخيرة للقوات المسلحة السودانية وعودة العاصمة الخرطوم إلى حضن الوطن. توافد المصلون بأعداد كبيرة من مختلف الأعمار، رجالاً ونساءً وشباباً وأطفالاً، ليؤدوا الصلاة في هذا الصرح الجديد الذي أصبح رمزاً للوحدة والانتماء للسودانيين في المهجر.
بعد انتهاء الصلاة، تحولت ساحة بيت السودان إلى مهرجان من البهجة والتآخي، حيث تبادل الحضور التهاني والتبريكات في أجواء عائلية دافئة. وتفنن المنظمون في تقديم مائدة سودانية خالصة، اشتملت على تشكيلة من الحلويات التقليدية والقهوة السودانية المعطرة بالهيل، إلى جانب الشاي والخبيز والبسكويت السوداني المميز. كما خصصت وجبات خفيفة للأطفال وأكلات شعبية للكبار، في مشهد أعاد إلى الأذهان الذكريات الجميلة لأعياد الوطن.
يأتي هذا الاحتفال في ظل إنجاز كبير حققته الجالية السودانية بشراء بيت السودان في عام 2023 بمبلغ 775 ألف دولار، حيث تم سداد 500 ألف دولار نقداً بينما يتم تقسيط المبلغ المتبقي على دفعات شهرية تنتهي في نوفمبر 2025. وقد شارك في هذا الإنجاز أعضاء الجالية وبعض المحسنين من رجال الأعمال السودانيين، في نموذج رائع للتكافل المجتمعي.
تبلغ مساحة المبنى 8 هكتارات (ما يعادل 8 أفدنة) ويضم مرافق متكاملة تشمل قاعتين رئيسيتين، عدة صالات وغرف، مكاتب إدارية، مسرح، ملاعب لكرة القدم والسلة والطائرة، بالإضافة إلى مواقف واسعة للسيارات. هذه المرافق المتكاملة تجعل من بيت السودان مركزاً حيوياً للأنشطة الدينية والاجتماعية والثقافية والرياضية للجالية. تميزت هذه المناسبة بفرحة مضاعفة، حيث عبر المشاركون عن سعادتهم بقدوم العيد وفرحتهم بانتصارات القوات المسلحة، مما أضاف بعداً وطنياً خاصاً للاحتفال. وأكد الحضور أن بيت السودان ليس مجرد مبنى، بل هو صرح للهوية السودانية في المهجر، يحفظ التراث ويجمع الشمل ويعزز التواصل بين الأجيال، في ظل التحديات التي تمر بها البلاد.
هذه الخطوة تمثل علامة فارقة في مسيرة الجالية السودانية بقرينسبورو، وتؤكد قدرتها على البناء والعطاء رغم بعد المسافة عن الوطن. كما تثبت أن بيت السودان قد أصبح بالفعل منارة للثقافة السودانية ومركزاً لإحياء التقاليد والعادات الأصيلة، وصرحاً يشهد على تلاحم السودانيين في المهجر وتمسكهم بهويتهم الوطنية.