د. عبدالمنعم

د. عبدالمنعم سليمان

كاتب صحفي.

• الكاوبوي المستفز، المهرج، جاء بجواد أسود، أعرج نحو سدة الرئاسة، ولم يكمل حتى الآن ثلاثة أسابيع من حكمه، حتى هاج، وماج كالثور في مستودع الخزف، محدثاً جلبة، وصوتاً عالياً من تكسير فازات الأزهار، وأواني الفخار التي يعج بها المستودع، ليسمع الجميع وسط هذه الجلبة قرارات ارتجالية طالت الجيران الأقربين في كندا، والمكسيك، والبعيدين في الصين بفرض رسوم جمركية بنسبة ٢٥% على البضائع القادمة من المكسيك، وكندا، إلى جانب ضريبة إضافية بنسبة ١٠% على واردات الصين، ليهدد الكاوبوي الاتحاد الأوروبي أيضاً بفرض رسوم على وارداته، ليؤجج نيران المعارك الاقتصادية التي بدأها في معركة دون معترك، ستجر عليه إجراءات مماثلة على وارداته، ولم يكتف بهذه الحرب الدونكيشاتية الخارجية، بل قام داخلياً بإغلاق الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، ليسرح بذلك أكثر من ١٠ آلاف موظف في أميريكا، ومختلف دول العالم، ليفتح على نفسه جحيماً من القضايا القانونية التي سترفع. 

هذا الكاوبوي صوت جلبة حوافر جواده، وصهيله المنهك، أيقظ الحاجة سنية، المعروفة بحبها للشمارات، لتصحو، وتفرك عينيها، وتحضر بمبرها، وتعتليه، ويعلو صوتها الجدار الفاصل بينها، وبين جارتها حاجة فتحية، لتناديها، وتخبرها بالشمار الحار، وعندما أتت حاجة فتحية عجلى، وهي تهفو لسماع جديد الشمارات، رأت وجه حاجة سنية مكفهراً، وقد استشاط غضباً، وهو يرسل شظايا من نبال الاستنكار، وهي تردد (بطلوا ده ……

وأسمعوا ده) لتسألها حاجة فتحية…

خير يا حاجة سنية، لترد عليها من وين يجي الخير، وترامب ود أم ترامب، والعم سام يقول (سيشتري غزة ويتملكها، ويقول إن الفلسطينيين لن يحظوا بحق العودة بموجب الخطة)، لتضع حاجة فتحية يديها في رأسها، وتردد…… هو ده سمسار 

وألا مدير عقار..؟ لترد عليها حاجة سنية وتقول لها… والله يا بت أمي قال عديل في بيته الأبيض أب قلباً أسود (إنها صفقة عقارية حظيت بترحيب كبير، وقال ليهم في تصريح آخر (سيتم الاستيلاء على القطاع، وتحويله إلى ريفيرا الشرق، وإخراج الفلسطينيين منه) شوفي يا حاجة فتحية الشايب الما بخجل ده، التقول عنده شهادة البحث بتاعت غزة، وهو ما عارف إنه غزة دي شهادات البحث بتاعتها ما شهادة واحدة، وده رتل من الشهادات روت بزكي الدماء ثراها، وما زالت.

يا بت أمي ما غريبة عليه الهمبتة، ده وارثها من جدوده الجهجهو الهنود الحمر أسياد البلد الأصليين، بعد اكتشاف كولومبوس المشؤوم، ليأتي بعده الأوروبيون، ويبدأوا في قتل، وإبادة السكان الأصليين، حتى أتى بعد ذلك الأمريكيون، وواصلوا مشوار المذابح،

وفي عهد الرئيس أندرو جاكسون ١٨٢٩– ١٨٣٧ م، أصدر قانون إبعاد الهنود من الكونغرس، وبموجبه في فترة رئاسته تم تهجير الهنود من مناطقهم الخصبة في جنوب وشرق البلاد إلى أراضٍ قاحلة فيدرالية غرب المسسبي، واستولى على أراضيهم الخصبة. والحكمة أندرو ده ديمقراطي ما جمهوري… يعني ما في فايدة شبهينا وإتلاقينا. 

أها يا حاجة فتحية، ما سمعتي بالشمار الجديد… قالوا كمان غير اسم خليج المكسيك إلى خليج أميريكا، يعني بعد كده البلطي المكسيكي حيأخد الجنسية الأمريكية ويا دار ما دخلك شر.

أظنك كمان يا فتحية ما سمعتي تهديده، باندلاع الجحيم، بحلول منتصف نهار السبت القادم إذا لم يتم الإفراج عن كل الأسرى الإسرائيليين. 

عليك الله يا حاجة فتحية ترامب ود أم ترامب ده ما خلاص جن، وفقد المحنة، لكن قولي ليهو يا ترامب تر لي غادي، ده الغزاوي ما هاب الموت سنين، وسنين، ولا فكر يوم يمرغ شرف غزة فوق الطين.

 

شارك المقال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *