

تقرير - هيثم محمداني
في إطار تعزيز الوعي البيئي وترسيخ ثقافة النظافة كسلوك حضاري، أطلقت الأمانة الثقافية، بمشاركة أمانة الدار وامانة المرأة والطفل، المبادرة الأولى ضمن المخطط المبدئي لحملة النظافة، وذلك من خلال ورشة توعوية موجهة للمرأة، إدراكًا لدورها الجوهري في إنجاح هذه الحملة.
قيادة معرفية… الدكتورة هنية عثمان في مقدمة التوعية
تشرّفت الورشة بحضور وتقديم الدكتورة هنية عثمان، المدربة المتخصصة في الصحة والسلامة المهنية، والتي تحمل خبرة واسعة في التثقيف الصحي والإسعافات الأولية كمدرب متطوع في الهلال الأحمر. وتحمل لقب “سفير معرفة”، وهي مدرب دولي معتمد في مجال الصحة والسلامة المهنية وفق معايير الأوشا الأمريكية، حيث سخّرت معرفتها وخبرتها لتوجيه الحضور نحو تبني ممارسات صحية مستدامة، وكان العرض مصحوب بشرح عرض فيديو يعزز مفهوم النظافة كجزء من الصحة العامة واهمية عكسه للمجتمعات الاخري وضربت الكثير من الامثلة في سبيل ذلك . كما وعدت الحضور بإثراء الجانب التثقيفي التدريبي الإرشادي مع امانة الثقافة بالتنسيق مع الأمانات الاخري.
كلمات محفزة… النظافة ثقافة مجتمع وهوية وطن
في سياق الورشة، تحدث الأمين الثقافي الاستاذ. هيثم عبد اللطيف مؤمن علي عن الدور المحوري للمرأة في تعزيز ثقافة النظافة، مشددًا على أنها ليست مجرد عادة، بل قيمة حضارية وسلوك يعكس هوية المجتمع. وأكد أن الشخص السوداني معروف بنظافته الفطرية، داعيًا إلى غرس هذه العادة في الأبناء، بحيث تنعكس في حياتهم اليومية، ويصبح النادي نموذجًا يُحتذى به في التميز والتنظيم.
كما شدد على أن المرحلة الحالية التي يمر بها وطننا تتطلب منا مضاعفة الجهود، فالنظافة ليست رفاهية، بل ضرورة وطنية، خاصة وأن السودان في المرحلة القادمة سيكون في أمسّ الحاجة لكل من يبنيه ويعيد إليه بريقه. وأكد أن الاهتمام بالنظافة في محيطنا اليوم هو انعكاس لالتزامنا تجاه الوطن، وأن ما نغرسه هنا من وعي سيصبح ثقافة تمتد إلى كل ركن من أركان بلدنا الغالي.
من جانبها، أكدت الأستاذة أسماء تيراب ، امينة المرأة والطفل ، على أن ثقافة النظافة مسؤولية جماعية، وأن المرأة تلعب دورًا جوهريًا في ترسيخها داخل الأسرة والمجتمع. وتعهدت بأن تكون أمانة المرأة قدوة في تطبيق هذه الثقافة، والعمل على إبراز الوجه المشرق للنادي ليعكس صورة حضارية تعزز مكانته بين الأندية.



تفاعل الحضور… التزام وعهد بمواصلة الجهود
شهدت الورشة مداخلات قيّمة من الحضور النسائي، حيث عبّرن عن إيمانهن العميق بأهمية هذا العمل، وأكدن تقديرهن للجهود التي يبذلها مجلس الإدارة في تطوير النادي وتعزيز وعي الأعضاء. كما تعاهدن على أن يكنَّ شريكات في هذه المبادرة، وأن يعملن على نقل هذه الثقافة إلى منازلهن وأسرهن، ليصبح النادي نموذجًا للنظافة والنظام.
شكر وعرفان لكل من ساهم في نجاح الورشة
لا يمكن الحديث عن نجاح هذه الورشة دون الإشادة بالجهود الكبيرة التي بذلها العديد من الأفراد والجهات التي دعمت هذه المبادرة. نتقدم بجزيل الشكر والتقدير للأستاذ/ محمد حسين امين الدار لاجتهاده الدائم لتهيئة المكان لرواد النادي وقد كان له دور كبير في الاسهام ان تري الورشة النور وكذلك الاستاذ: إبراهيم يوسف ، والأستاذ عصام النويري، علي مساهماتهم في إنجاح الورشة. كما نثمن الدور البارز لجميع أمانات النادي، التي شجعت على إنجاز هذا العمل في إطار التعاون المشترك بين مختلف الأمانات، ما يعكس روح التكافل والعمل الجماعي الذي يميز مؤسساتنا.
نظافة المكان… انعكاس لرقي الإنسان ونهضة الأوطان
إن نجاح هذه المبادرة يعتمد على مدى تفاعل الجميع معها، وتحويل التوعية إلى سلوك يومي يُمارس بوعي وإدراك. فالنظافة ليست مجرد إزالة للأوساخ، بل هي انعكاس لاحترام الذات والمكان، وتجسيد لحضارة المجتمع.
إن هذه الورشة ليست سوى بداية الطريق، ونجاح الحملة مرهون باستمرار الجهود الجماعية، حيث تصبح النظافة ثقافة راسخة تُنقل من جيل إلى جيل، ويكون للمرأة فيها الدور الأبرز، لأنها ببساطة صانعة الأجيال وحارسة القيم.
معًا، نجعل النظافة أسلوب حياة، ونرسم لوحة مشرقة تعكس رُقي مجتمعنا وحضارته، ونبني مستقبلًا يليق بوطننا.



شارك التقرير