معتصم عيدروس

معتصم عيدوس

كاتب صحفي

• عام ونيف عاشها الصامدون من ابناء مدينة ودمدني، لا نقول تحت حكم الجنجويد، ولكن تحت ضغطهم وقهرهم.. منهم من آثر السلامة فلزم بيته ومنهم من أضطر للتعامل معهم!.. ومنهم من لبس الكدمول بمحرد دخولهم عبر كبري حنتوب.. الأغلبية اثبتوا صلابتهم وأصالة معدنهم والبعض ضعف ووهن فتحول ببساطة من خانة المواطن والجار والقريب الى لص أو متعاون يوجه المجرمين الى بيوت المواطنين ويقتات من فتات ما يقدمونه له.. الأفضل فيهم ان كانت اللصوصية درجات، من كان يذهب بعيدا ليسرق من الأحياء الطرفية وتحت جنح الليل.. الأسوأ فيهم من يسرق جاره نهارا جهارا ويفرش ما سرقه أمام باب بيته! وايم الله هناك من فعلها بلا حياء.

من غادر المدينة من ابنائها عادوا الى منازلهم ومنبتهم بعد مغادرة الجنجويد»من خرج من داره قل مقداره» ليبدأ الكثير منهم من الصفر فدورهم قد سرقت وخربت ومصادر دخلهم قد نهبت ولكن رغم ذلك يحدوهم الامل في مستقبل أفضل.

هل استفدنا من الحرب؟! هذا السؤال ظل يؤرقني وبالتأكيد يؤرق  الكثيرين مثلي في قلب الجزيرة أرض المحنة.. بالنسبة للمواطنين فالاكيد ان نظرتهم للكثير من الاشياء قد تغيرت ويكفي ان رؤية السلاح او مناظر الموت لم تعد ترعبهم وصاروا يتعاملون معها كروتين عادي من كثرة من شاهدوها عيانا بيانا «الممطورة ما بتبالي من الرش».

هذا المشهد الذي ترسخ في نفوسهم يفترض أن يجعل صوتهم عاليا في مواجهة المسؤولين الذين هربوا  ساعة الحارة وعقب ليلة الاحتفالية الوهمية وتركوهم تحت رحمة الجنجويد.

مدني الآن تحتاج الى المخلصين من ابنائها في كل مواقع صنع القرار وتنفيذه لتعميرها، فمن خلال الرصد لسنوات طوال يتضح انها قد ابتليت بالكثير من المسؤولين الفاسدين عاطلي الموهبة والباحثين عن المصالح الشخصية، الذين تصل مرحلة قطع الشك باليقين بأن اختيارهم يتم بعناية فائقة  لادارة هذه المدينة لا نستثني منهم الا من رحم ربي فهم من نفس الطينة والعجينة..  واكاد اجزم بأن لا أحد منهم يفكر في مصلحة المواطن أو يخاف فيه الله.. ولعل اكبر دليل تسليم المدينة للجنجويد من الذين هربوا بليل ثم عادوا وكأن شيئا لم يكن، وقبلها الكثير  من الأمثلة لمن تولوا المسؤولية فلم يقدموا الا اسوأ النماذج، وكانت دعوة المواطنين الذين تلاحقهم «الله لا عادهم»!.

ولعل الأسوأ من عاطلي الموهبة هؤلاء، بطانتهم من جماعة «حزب كل حكومة» والذين دائما ما تجدهم يلتفون حول المسؤولين ويتحدثون باسمهم ويروجون لهم ويزينون لهم سوء أفعالهم.

نسأل الله أن تتعافى المدينة من هؤلاء واولئك وأن يسخر لها من يخافه ويؤدي الأمانة بضمير حي وأن يجنبها شرور الذين يواصلون تدميرها يوما بعد يوم بدون أن تطرف لهم عين أو يؤنبه ضمير.

آخر الكلام

وأركز للبيجبها الريح

تقيف إنت ويشيلها الريح

وأبقى العاتي العاتي والدرب الوراك مسدود

شيل شيلتك.. بقيت للنص

لا حلماً يجيب البر..ولا حدود   

وإن بليت أخطى الرمل ما تقع المكان الهش.

واركز للبجيبها الريح تقيف انت ويشيلها الريح

وابقي العاتي والدرب الوراك مسدود و شيل شيلتك

بقيت للنص لاحلما بجيب البر ولا حدود

وانبليتا اختا الرمله ما تقع البكان الهش

هي الممطوره مابتبالي من الرش

النعمه بتعرف عاطيها والجمره بتحرق واطيها

بالكيله عطانا و ما لقينا فوق جمر خطانا وما لقينا

يوم الوعد… ياحليوه فيك الدنيا ما كانت شروق

الا الارض متكشفه متبلمه نعمنو من خير الخريف

لافحالها شال منطرحه خضرا وفرحه دوب تتشابي لي عين الشمس

القدال

 

شارك المقال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *