المرأة التى قالت لهتلر لا

30
pic01

قراءة: كمال حمزة 

• لتناول كتاب سيرة ( المرأة التي قالت لهتلر لا) لمؤلفه الكاتب الالماني وولفجانج مارتن روث ما كان لنا ان ندركها كسيرة ملهمة لولا الترجمة المهنية العالية التي قامت بها الاديبة و المؤلفة د. إشراقة مصطفي حامد و هي بوضعها الوسيط بين الثقافات العربية و الاوربية عموما تعمل علي توسيع آفاق التبادل المعرفي بين هذه الحضارات مما يتيح تبادل الافكار و إثراء التفاهم من خلال ترجماتها و إسهامها في دراسات الادب المقارن بتمكين الباحثين من تناول الاعمال المترجمة و ذلك جهد يحمد و يحسب لها.. 

أما سيرة ( المرأة التي قالت لهتلر لا) فإن المؤلف لم يكن بعيدا عن مجريات السيرة و صاحبتها ماريا هايم كوسلر التي شاهدها شخصيا في ستينات القرن الماضي عندما كان طفلا يقضي العطلة الصيفية مع أسرته في منطقة بالنمسا. 

وظف المؤلف كراو نظام إستدعاء الذاكرة Flashback لتدريج القارئ بإنسياب سلس و تهيئة خياله عن طريق تجسيد الشخصيات و الزمان و المكان بطريقة ذكية تستلهم قواعد البنية السردية بخبرة تراكمية لديه مستفيدا  من دراسته للفلسفة و علم الاثار المسيحية و عمله كمعالج نفسي و محلل جماعي بالاضافة الي تأليفه لعدد من المسرحيات و كتابة المقالات..

من المؤكد أن المؤلف و للكشف عن أسباب و خلفيات كتابة هذه السيرة قد أتبع ذلك بسرد موازي أظهر إبداعه الفني في كيفية الحصول علي جوانب سيرة ماريا هايم و تمكن من ربط كل الوقائع التي لازمته منذ طفولته و حتي بعد خمسين عاما عندما عاد و زوجته النمساوية الي الاقامة في نفس القرية التي كانت تقيم فيها المرأة الرافضة و التي رآها في طفولته و زجره والده عندما حاول الاستفسار عنها بحجة أنه مازال صغيرا الامر الذي حز في نفسه و ظل يلازمه طيلة هذه السنوات (تلك الجروح الصغيرة هي الي تبقي بعض الاشياء حية فينا).

لا أعرف ما إذا كانت هناك إشارة لمعان بعيدة عندما قال المؤلف إنه كألماني لم و لن ينتمي للنمسا و أردف (أن الود وسيلة جيدة للحفاظ علي المسافة) و قد تزوج بنمساوية الامر الذي فشل هتلر بطبيعته القوية في إستشعاره ولجأ الي ضم النمسا بذات القوة و ليبرر تاريخيا ما قام به أجري إستفتاءا تصدرت الرافضة مشهده و قالت لا متحملة بذلك العزل و السخرية من تصرفها البطولي ضد نظام الحكم الدكتاتوري

إن القيمة الادبية لهذه السيرة أن المؤلف وضعها في قالب رواية ملهمة صدرت في الوقت الذي يعيد فيه التاريخ نفسه و بعض الدول العظمي تسعي بنفس النهج الهتلري الي ضم بعض الاقليات و البلدان الصغيرة الي حدودها و إمرتها و قدد تتكرر فيها ماريا هايم..

 

شارك القراءة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *