معتصم عيدروس

معتصم عيدروس

كاتب صحفي

• يتداول أهل مدينتنا مدني الكثير المثير من الحكايات عن الانفلات الأمني، الذي عاد بقوة عين وجرأة من اللصوص المجرمين، الذين باتوا ينهبون الناس نهاراً جهاراً ليس في أطراف المدينة بل في قلبها.. أخذت تداعيات هذا الموضوع تنتشر في الميديا، حتى وصلنا إلى مرحلة المقارنة بين هذه الأيام وأيام الجنجويد التي يرونها تعود بأحد وجوه شبهها، في ظل عدم توفر الأمان.. كما قال الأخ مجالي حسن في الفيديو الذي انتشر كما الهشيم على النار ليلة التحرير: «حتى الذين كانوا يضربوننا وهم يرتدون الكدمول، رأيناهم يعودون في تاتشرات الجيش»!.. وقبلها بأيام، وفي ثاني أيام عودتها لأهلها، كانت الشرطة تقوم باستعراض لقوتها بسيارات جديدة، قوامها 200 سيارة، جعلت النساء يزغردن في الطرقات، والرجال يبتسمون ملء وجوههم، والفرح يعم المدينة  والبلودات الحزينة.. فرحة بعهد جديد!. تساءل المواطنون أين ذهبت، فهم لا يرونها تجوب الطرقات.. ولولا خبر نشر قبل أيام في صفحة (متابعات إعلام شرطة ولاية الجزيرة) على الفيس بوك، يفيد (بتحريكها) بقيادة مدير الشرطة نفسه للطواف الذي استهدف الأسواق، والمواقف العامة، والمناطق الطرفية، وأوكار الجريمة، بجانب عدد من أحياء مدينة ودمدني، لظنوا ونحن معهم كما تتداول وسائل الإعلام الحديثة، أن تكون قد خصصت لإحضار الخضار  واللحوم، وإلى الزيارات الخاصة بدلاً عن الذي استعرضت من أجله..!

أعتقد أنني سأتوقف عن الكتابة هنا قريباً، وليعذرني السيد رئيس التحرير، فكل سطوري تأتي متشائمة في ظل وجود مسؤولين بعيدين جداً عن تحمل المسؤولية، بل حتى عن فهم المطلوب منهم.. لا يجيدون سوى إطلاق الوعود التي لا يستطيعون تنفيذها، وما إن وجدوا كاميرا فيديو  على ستاند ومايك وسيلة إعلامية، أو جمعاً إلا وتصنعوا الجدية، ولبسوا ثوب الوقار. يحدثوننا عن حرصهم على أمن الوطن والمواطن ويورجغون.. ورجغ ورجغ ورجغ!

لا الكهرباء جاءت في مواعيدها بالولاية، ولا الأمن استتب، ولا العودة الطوعية نفذت كما ينبغي، لا لسبب إلا لأنها نسبت رعايتها إلى شخصيات هلامية شبحية. لا نراها. ولكن من الواضح أن المسؤولين يخشونها، حتى إن تكريماتها تأتي في صدر أنباء الوكالة الرسمية.. عجبي!…

أتابع تصريحات المسؤول الأول عن الولاية، الذي نحب أن نذكر دائماً بأن نسبقه بلقب – الهارب ليلة دخول الجنجويد المدينة- تلك التصريحات  التي لا يمل عن إطلاقها يومياً.. كلما فتحت موقعاً وجدت صورته ومعها تصريح، حتى إنني أتساءل متى يجد وقتاً للعمل.. أليس عمله توفير الخدمات للمواطن، ومن أوجبها وأهمها الماء والكهرباء والأمن؟ 

أخيراً 

الجماعة اليومين دي مشغولين.. دقيق الإغاثة وين راح؟.. أكله التمساح.

 

شارك المقال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *