الحَّاره ما مرقت ست الدوكه ما وقعت قشاية قشاية ست الدوكة نساية كبريتة كبريتة ست الدوكة عفريتة ليمونة ليمونة ست الدوكة مجنونة
و طبعا ست الدوكة هي الحاجة البتحضر الاكل،، زمان كان الاطفال يتغنون بهذه الكلمات و هم يتنقلون من بيت إلى آخر في الأحياء ، يتناولون ال “الحَّارة” و هي ما يطلق عليه السودانيون قديما ب “الرحمتان” او “عشاء الميتين” و هو طقس تقليدي يقام بعد صلاة العشاء في آخر خميس من رمضان و هو ما تعقبة آخر جمعة من الشهر الفضيل “الجمعة اليتيمة”
و الرحمتات من الرحمة المدعوة للمتوفى، و غالبا ما يكون هذا اول رمضان للمتوفى، حيث يقوم اهل المرحوم بعمل الفتة و السخينة و معاها شوية ابري و تقدم لهاؤلاء الأطفال المذكورين سابقاً و قديما عندما كانت الأوضاع الاقتصادية افضل، كان كل اسرة او مجموعة من الاسر يشتركون في ذبيحة، خروف، عتود او عمبلوق حتى تكون الفتة غنية بالجواكر!
و اغلب الناس يخصون هذه الفترة من رمضان بإخراج الصدقات للمساكين و المحتاجين و المتعففين من الاهل و الاقارب.
و ايضاً تخرج الصدقات إلى المساجد القريبة حيث طلاب العلم من الخلاوي يتلقونها بكل شوق و بعد طول انتظار، و من المقولات المعروفة يقولو ليك ماشين نفرِّح الجِنيات ديل، او ودوها الخلوة فرحو الولايدات ديل، و من المعلوم أنا الخلاوي خاصة تحظى بدعم متواصل من الاسر المجاورة ، ليس فقط في المناسبات الخاصة مثل الرحمتات، فالناس يخرجون الصدقات او الكرامات في اي حدث فرح او حزن، و في اغلب الأحيان لمن يقولو فلان قام بالسلامة، حينها تشد البليلة و تخرج إلى الخلوة.
اذكر في مرة كانت الوالدة الله يديها العافية شادة بليلة كرامة ، و طلبت مني اوديها الخلوة و أنا كسلت، قلت ليها أنا بجيب ليكي الناس يأكلوها هنا ده، وقد كان، كلمت اولاد الحلة يجو يضربو البليلة عندنا، ولكن -كعادة السودانيين- تم تداول الخبر بصورة مختلفة، و أتى الشباب و طموحاتهم عالية، يتوقون إلى اللحوم و السمك و الضلع و ما تشتهيه الأنفس، لمن مرقت ليهم البليلة دي قالو لي دي شنو الحجار الجايبها لينا دي، و قربو يفلقوني بيها، مع انو في الأخير ما خلو فيها ولا حتة!
الجزيل بالذكر ان نفس الطقس التقليدي المذكور “الرحمتات” موجود عند اهل الخليج و يسمى بالقرقيعان او القرنقعوه، حيث يقوم الاطفال في الحي بعد صلاة العشاء باللف على البيوت المجاورة في كل حي ،،، بس بدل ال “حارة” الجماعة بدوهم حلويات و شكولاتة وكده،،، و بعض الدوائر الحكومية و المؤسسات تقوم بتوزيع الحلويات على كافة الموظفين احتفالا بهذه المناسبة.
اها شفعنا القايمين في ليدز ديل نلقى ليهم “الحارَّة” وين!