الخطاب الإعلامي.. ومدرب قاتل للطموح

137
صلاح الأحمدي

صلاح الأحمدي

كاتب صحفي

• تثار قضية تطوير الخطاب الإعلامي الرياضي باستمرار في الإعلام الرياضي، وغالباً ما تختزل في كلمات منمقة أو دعوات عامة لا تمس جوهر المشكلة والحقيقة.
الخطاب الإعلامي الرياضي ليس سوى انعكاس للمفهوم، فإذا لم يتغير المفهوم فلا معنى للحديث عن تطوير الخطاب الإعلامي الرياضي.
نحن في الحقيقة مطالبون بطرح سؤال أعمق بكثير، وهو كيف نعيد بناء فهمنا الإداري في المجال الرياضي على جميع المستويات الإدارية والعملية التي ندير بها الرياضة أصلاً؟

نافذة

من صنع المشكلة لا يستطيع صياغة الحل.
قال أحدهم.. لا يمكنك أن تحل مشكلة بنفس العقلية التي خلقتها، وهذه المقولة تلخص وضعنا الإداري في المجال الرياضي على جميع مستوياته الإدارية.. فالذين ساهموا عبر عقود طويلة في تكوين صورة جامدة عن الإدارة الرياضية، وتثبيت تطورات معينة باعتبارها ثوابت غير قابلة للنقاش، هم أنفسهم من يطلب منهم اليوم أن يجددوا الخطاب الإعلامي الرياضي!
فكيف يمكن أن يأتي الحل من داخل الإطار الذي أنتج المذاق نفسه! المسألة إذن ليست في طريقة الإلقاء، أو تحسين لغة الخطباء في الرياضة، وإنما في بنية التفكير ذاتها، وفي جوهر الفهم الذي يبنى عليه الخطاب.

نافذة أخيرة

المنتخب الوطني السوداني قدّم كل إمكاناته الموجودة لاعبين وإداريين وقائمين على أمره من الاتحاد العام السوداني.
لكن الحقيقة التي يجب أن يعترف بها الكل، تتلخص في أن الإعداد كان على مستوى عالٍ من خلال عدة جولات للمنتخب، صاحبها كل الأمور التي جعلت اللاعبين يتمتعون بمعنويات عالية، مروراً بالجهاز الإداري للفريق في بداية البطولتين، حتي كان المردود جيداً، وبشَّرَ أهل الرياضة بأن الوصول إلى نهائيات كأس العالم القادمة، ممهداً له حين كان يتصدر المجموعة في البداية، أما في بطولة المحليين، فقد أبهر العالم بالمستوى الرائع الذي قدمه، ما يعني أن مجلس الاتحاد العام قدّم كل ما يملك من قدرات إدارية، إضافة إلى دور الرعاية من بعض الدول.
ولكن السؤال الذي ظل يطرح حتى هذه اللحظة.. من الذي أتى بهذا الممرن الذي خدع الجميع بعد أن صوره بعض الإعلاميين بأنه مدرب كبير له قدرات عالية؟ ليسرع بعض أعضاء مجلس إدارة الاتحاد في التعاقد معه دون الرجوع إلى مسيرته في الدوري الممتاز
مع الخرطوم الوطني.. الذي كان عند قيادته له مدججاً باللاعبين أصحاب الموهبة الكبيرة في الدوري الممتاز، ورغم ذلك فشل في نيل بطولة الممتاز، وفشل في بطولة الكونفدرالية الأفريقية.. وتم الاستغناء عنه. وكان في وقتها صاحب أكبر أجر بالنسبة للأندية الأخرى دون فريقي القمة.
أود أن أكون صادقاً في قولي، المدرب الوطني له مميزات كبيرة في المنتخبات الوطنية، لذلك أعتقد بأن مساعد المدرب صلاح الفنج كان صاحب القدح المعلى في ما قدمه أبطال السودان من مباريات أشاد بها الكل.. وكان التوقع بأن نكون أول منتخب يتأهل لكأس العالم.. ولكن خرمجة الممرن أبياه قللت من طموح اللاعبين والوسط الرياضي عامة، لأن الاختيار له كان مرتجلاً من شخصية واحدة فرضته فرضاً وخضع الكل، رغم علمنا بأن هناك أصواتاً في مجلس الاتحاد رفضت المدرب للأسباب التي تم ذكرها.. بالإضافة لضعف شخصيته التدريبية.
بصراحة أبياه صنع أحمد أبو الجاز والفاتح وعبده طه والجهاز الفني للشباب في نادي الخرطوم الوطني.
لدوره في تسجيل المواهب الكروية وقتها.

خاتمة

رحل معتمد (عماد خوجلي) ذلك اللاعب الفنان الذي قدم الروائع في كرة القدم، وكان سفيراً للكرة السودانية في المملكة العربية السعودية..
له الرحمة والمغفرة.

 

شارك المقال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *