مصطفى هاتريك

مصطفى عمر (هاتريك)

كاتب صحفي

 • ما بين مسامحك يا حبيبي و ردح القونات ( هييه دي مالها) مساحة تختصر ما أصاب مجتمعنا من انهيار و هبوط في القيم. 

• حدثني أحد الأصدقاء المقربين من أهل مصر فقال: الحرب بينكم قديمة فقط من عامين تحولت إلى حرب مسلحة . 

• نخلط نحن في كثير من الأحيان ما بين النقد و الانتقاد و الذم و تصيد الأخطاء. 

النقد الموضوعي هو إعطاء ملاحظة أو تقديم رأي بشأن عمل أو أداء ما بشكل حياديّ بعيداً عن المهاجمة والسلبية، كما أنّه ينطوي على طرح اقتراحات وسبل تحسينية من الممكن تقديمها لجعل العمل يظهر بصورة أفضل، حيث يُعتبر النقد الموضوعي  تغذية راجعة تستهدف البناء لا الهدم و تتخير اللفظ و المعنى والمحتوى  . 

 كان الرسول صلى الله عليه وسلم لا يباشر في الانتقاد فيقول (ما بال قوم يفعلون كذا و كذا) دون تسمية وتخصيص فالقصد التنوير بالحدث و التحذير من ارتكابه. 

• إن الأمانة  تقتضي أن يتقصى الكاتب و المتحدث في ما يطرح ثم يلتزم الحياد في طرحه دون تشهير أو تجريح أو تصريح و أن يتخير العبارات بدقة فيقول كما قال عمر بن الخطاب : يا أهل النور و لم يقل يا أهل النار. 

•  الكلمة الطيبة حسنة فلنتخذها مدخلا ما أستطعنا كأن تقول لأهل بيتك طبخكم ماسخ فتثير حزنهم عوضا عن ذلك غلفه فقل طعامكم اليوم في غاية الروعة فقط ينقصه بعض الملح، كلمة طيبة توصل ذات المعنى دون إثارة امتعاض. 

• بين النقد والردم بون شاسع ، والردم شأنه شأن الجغم و البل و ما إلى ذلك مصطلحات دخلت إلى حياتنا فهزمت جمال الكلم بيننا. 

الردم في اللغة إهالة التراب بقصد الدفن وذاك اجتهاد مني في تحسين المعنى، أما في الاصطلاح المستخدم في لغتنا حديثا هي تعني إهالة القبح كله على (المردوم) صدقاً كان ذلك القبح أم كذوب وقد ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي و قطعاً لا تتحمل مسئولية ذلك كلّه وساعدت كمنبر متاح في نشر هذه الفوضى الكلامية. 

• الظاهرة الخطيرة التي يجب دراستها الآن هي ظاهرة (التبرع بالذم) والتسمية مني ، و يبدو أنها لم تعد مجرد ظاهرة بل تحولت إلى سلوك جمعي قبيح يستوجب أن نتوقف عنده ونتناوله بالتحليل و التفسير. 

عندما حدثني صديقي المصري بما أوردته أعلاه لم اكتفي بالسماع بل انتبهت جيداً لما يقول وتأملت في ما دفعه لقول ذلك باعتباره مراقب محايد، وبالبحث علمت أنه قال ما قال عن تجربة باختصار (نحن نظن أن التقليل من شأن الآخر يرفع من قدرنا و يؤمن وضعنا). 

• إن شاء الله يوم شكرك ما يجي ( يعني إلا تموت و تشبع موت) فتمدح و تشكر. 

• نظافة القلوب و تعقيم السلوك بعد الحرب أولى من تنظيف الشوارع و تعقيم المرافق… أو كذلك أعتقد.

 

شارك المقال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *