• حين تجلس إلى العريفي فأنت تجلس على بياض الوجه والدواخل، يطربك صهيل خيلٍ آتٍ من أقاصٍ بعيدة، فأنت حيناً مع امرئ القيس وفرشاة سليمان تنقل صورة حركة هذه الكتلة الضخمة إقبالاً وإدباراً وكراً وفراً، ومن خلال ضربات فرشاته تسمع عبره وتحمم حين يزوّر من وقع القنا بلبانه:٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
سليمان الفنان تبلغ جدلية اللون والضوء قمة إبهارها حين يتناولها العريفي بفرشاته فهو يعالج فقرنا البصري إلى مجالات أرحب من صياغة جديدة (للشوف)، وكشف الجوهر، والارتقاء بالذائقة.
زاملته سبع سنوات، عايشته وقرأته، واستمتعته محدثاً وتشكيلياً افتتن بالخيل، فطفق يعالجها بفرشاته، وتركت العمل قبله، ولكننا لم نفترق، فكان يزورني لأنجز له بعض الأشياء، وحيناً محبة وتواصلاً، ثم التقينا في جمعية التشكيليين السودانيين، فخرجت منه بالتي… كن حقيقياً
ولا تكن (رقراق) ضل ضحى
وأنت تتمرحل جمالياً ما بين اللون.
فكر… بغيرك،
فبعض الناس يجهل (فقه)… الشوف.
وأنت تدرك يقيناً سر الخيل
عليك أن تتذكر:
أن الخيول تموت حزناً
حين يهرب من
حناجرها الصهيل
عليك تجريب (مضمضة الصمت)
وأنت تقف شامخاً أمام لوحة (خيل وخيلاء).
إن كنت معروفاً أو (عريفي)
فأنت معجون بعلم ما (وراء الوصف)،
تنظف لنا شوارع (البصيرة)،
وتذرع فينا مشاتل من (الذوق)،
وتغسل عنا غبش (الدمامة)… الهاربة من (الكوشة).
عليك إن كنت (عريفي)
أن تتخطى أرصفة (الناس الأصفار)
والبدهيات التي (لا لزوم لها).
عليك أن تكون (عريفي)
حتى تصل إلى شجرة (السر)،
سر… أن تمشي وحدك على حدِّ الصهيل… (ولا تئن).
عليك أن تجلس على كرسي (النباهة)… إذا ما كنت بين… (حضرة الخيول).
وعليك أن تلبس أحد أقمصة (الياسمين)،
متعطراً بقارورة (كبرياء)،
وحينها…
كن على يقين بأنَّ أناملك لا تشبه بعضها وأنت ترسم (فارساً على فرس).
عليك أن تكون مولعاً ب(التواضع)
وأنت تداعب (ذيل حصان)،
فالخيول لا تتيح ذيولها لكفّ (لاهٍ)،
ولا لمزاج يشكو (الكحة).
وإن أنت غادرت (الإسطبل) وأنت كئيب،
سريعاً عاود لك طبيباً في (النبل)،
وثق حينها أن نصف متعة حياتك (ذابلة).
(العريفي)
رجل ذو جمال خاص،
تود لو أن بينك وبينه
(دليل تلفونات)،
فكان هذا الشفيف الاستثنائي
قل أن يرسم لوحة للخيول قبل
أن يغسل يديه (عشر مرات)
إحداهنَّ (بماء الكولونيا).
كان معرضه الفني ضاجاً بالحشود الهاربة من (الغباء).