• مؤخراً وفي زيارة لمتحف اللوفر، أبوظبي وقفت عند رائعة الفنان ألبرتو جياكوميتي تمثال المرأة المنتصبة2، لوهلة شعرت بأن المشهد بالنسبة لي معاد، أي أنه خُيل إلي بأني وقفت قبلاً أمام ذات التمثال. الحقيقة في ذاكرتي أنني شاهدت فيلم ((Final Portrait (2017) الذي سلط لمحة عن حياة الفنان ألبرتو جياكوميتي (Alberto Giacometti)؛ 10 من أكتوبر 1901م – 11 من يناير 1966م؛ وقد أمضيت بعض الوقت قبلها أقرأ عن سيرته، متأملة أعماله الفنية واحدة تلو الأخرى. ربما لعمق التفكير في عوالمه الإبداعية حينها تخيلتني وكأن الفنان يصنع تحفه هذه أمامي ودارت في ذهني حوارات مع شخصه. إذن الأمر مجرد تخيل ذهني وليس لحظة إعادة حدث سبق مشاهدته أي déjà vu .
لطالما استفاد كتاب القصص والروايات وصناع الأفلام والألعاب الإفتراضية من العلم وتسخير التقنيات الذكية في خدمة أفكار أعمالهم.
على سبيل المثال، عبرالتصوير التجسيدي أو الذاكرة الهولوغرافية تلك التقنية الحديثة التي تتيح بأشعة الليزر تجسيد أي جسم ب3 أبعاد في الفضاء. فبإمكان هذه التقنية أن ترينا تجسيد ثلاثي الأبعاد لمبنى أو شخص بمجرد وضع صورة له ذات بعدين وكأن المبنى أو الشخص أمامنا تماماً وبإمكانه التحرك ولتأكيد حقيقة ما نراه يوضع صوت مرافق يعكس أجواء المكان وما حوله وكذلك سماع حديث الشخص المتجسد أمامناً ببرمجة قد تقنعنا تماماً أن ما/ من أمامنا ليس بمتخيل بل واقع وحقيقي ولطالما استخدمت هذه التقنية في بعض المسرحيات والأفلام السينمائية لتخدم المشاهد الدرامية.
في الجانب العلمي نجد مراكز ومؤسسات مختبرات متخصصة تبذل الكثيرمن الطاقات في مجالات علمية متنوعة استوقفني نموذج منها، Gallant Lab بأميركا، حيث يقوم العلماء هناك بدراسات مكثفة للربط بما يدور في عقول الكائنات الحية ونقله بصورة عملية يمكن تداولها عبر ماسحات ضوئية تمكن من رؤية الأحلام والتخيلات واللأفكار عبر رسومات وفيديوهات مسجلة.
العديد من الحقول ستستفيد من ثمار هذا المختبر ومنها العقول الإبداعية الأدبية والفنية. ومع ذلك نجد أن هناك عقليات إبداعية سبقت عصرها وما يتوصل إليه الإنسان من إختراعات وإكتشافات علمية.
نموذج الروائي الفرنسي جول غابرييل فيرن (Jules Verne)؛ 8 فبراير 1828 – 24 مارس 905)؛ رائد قصص وروايات المتخيل العلمي والذي تنبأ عبر أعماله الأدبية بإكتشافات مثل الكهرباء والغواصة والصاروخ. على سبيل المثال، في عام 1862 كتب رواية (خمسة أسابيع في منطاد) وفي عام 1865 م كتب رواية (من الأرض للقمر).
إذن العلاقة وطيدة بين الإبداع والعلم.
عزيزي القارئ، هل يمكننا تصوير الماضي؟ هل يمكننا أن نعيد مشاهدة أحداث تاريخية بوقائعها ودراستها دون لبس؟ هل هناك ما يسمى بآلة الزمن؟ إن نعم، هل يمكننا أن نرتقيها ونذهب حيث نشاء ماضي وحاضر ومستقبل ونلتقي بمن نشاء؟!
لنتأمل العلم والعقول الإبداعية في عطاياها فقد نجد يوماً الأجوبة الملائمة.