• ما الذي يدفعني دفعاً إليهما ليتسللا إلى طيب الله ثراهما وأنا فيما بين الضمير والخاطر المغيب.
الأول محمد الفيتوري فهو لسان حالي والعصابة ونحن كالمعتاد في طريقنا لبيته الحرام ببكة:
قوافل يا سيّدي قلوبُنا إليكْ تحجُّ كلّ عام
هياكلٌ مُثْقَلَةٌ بالوَجدِ والهيامْ
تستأذنك لتُقْرِئُكَ السَّلامْ
لطالما هام هذا الارتحال متجاوزاً راحلة تقلنا كل الطريق إلى سماوات وفضاءات مدهشة لا نتبين انفسنا من محيطنا كيفما ونحن بين راحتيه أمناً واطمئناناً وفيوض من جمال مستتم تمتد غيومه فوقنا وتتنزل علينا رحمة ومغفرة وعتق من النار في أيامه المباركات من شهره المعظم ولكم نحتاج أن نقصده على الدوام علنا نتبضع من أسرار محبته وكرم وجزل عطائه، كوة ضوء نستدرك بها مغانماً وثمراً ومتكأً وارفاً ظليلاً وأجراً كثيراً لنفوسنا اللوامة وهجير أيامنا الجدبى في دنيانا الزائلة.
الثاني الطيب صالح وعلى لسان ود الرواسي وأنا في مقام بيته الحرام (يوم الحساب يوم يقف الناس بين يدي ذي العزة والجلال شايلين صلاتهم وزكاتهم وصيامهم وهجودهم وسجودهم، سوف أقول يا صاحب الجلال والجبروت، عبيدك المسكين مرتضى ود يوسف ود إحسان بت سماعين بين يديك خالي الجراب مقطع الأسباب ما من شيء يضعه في ميزان عدلك بضعفه وتقصيره لا يملك إلا محبتك ومحبة نبيك والآخرين فما أنا إلا عبدك الضعيف جنازة مؤجلة على قائمة المحبة!
أسال الله تعالى لي ولكم برحمته ومغفرته التي وسعت كل شيء أن لا يجعلنا نفرط في حسن خلقنا، ويجعلنا ممن استتروا ولم يُجاهروا، واستغفروا ولم يُصروا واعترفوا ولم يبرروا، وأحسنوا بعدما أساؤوا ..