• «عليك أن تحتفي بي»، فرغم دنس الجراح، ما زال قلب أفراحي بكراً. عليك أن تحتفي بي لتوقظ بقايا أنوثة كفرت بقدر رجل يحركها. يزلزلها. يحرضها. يخرجها من وجه تهكمها بنظرةٍ تزعمها أجمل نساء الأرض.
عذَّبَنِي زمانُك، وزاد يأس خيبتي من أن ألتقيك خارج رحم أمنياتي. عليك أن تحتفي بي. هكذا سألقي على نبضِك خوفي من أن تزيدني ظلماً، فقد اكتفيت. أكبر عطاء الحزن حين يبيعك للفراق دون ثمن، بالوقت الذي تشتري فرحة اللقاء بعمرك، بنبض يغدق عليك كل حنين رغم حاجته.
جميلة ما زلت، بما أني احتفي بفتاةِ قلبٍ تجاسرت بضِعفِ عمر آمالها لتصير وحدك من يستشف روحها ويدعوها لمغامرة جنون.
احتفي بي. مدِّد شوقك علي صدر لياليَّ ليؤرقها. أخرجني من حصون إنتظارك للقاء أصير فيه سيدتك، بل فاتنتك، بل آخر امرأة تعاتب فيها العمر، وأول امرأة تنجبك للحياة من جديد. دعني أحبك كمستحيلٍ تطمع خطوات مبادرتي للوصول إليه. دع ألم الشوق يتوسلني أن أنزل من علياء لا اكتراثي. اضبط عقارب الشك بخوفٍ من أن لا تأتي بك شوكة ثوانيه. أصلبني بين بين. كن عصياً لأقاوم بالتمرد إنكار حقيقة أن هذا النبض تابعك. تحتاج تاء تأنيثي لدلالٍ يعوضها عن عمر وحدتها. بجلني. ابتسم لسحري. دعني أهبك إبتسامة تفتك بك حين ألوذ بها من تخبُّطِ خافقٍ يحمر خده من نظرةِ حياءٍ مغازل. لا تشبهني أخرى. لن تحتلك سواي. وأزيد سطوتي بكبرياء أفتخر فيه بنفسي التي تحمل فتاة قلب تجاسرت حتى علَّمها الصبر كيف يهبها عقلها فكرة تتفق مع حس نبض إن تحرك فلن يكون اختياره كسابقيه. لا لشيءٍ سوى ذات اليقين أنها لم تَعُد بتلك الهشاشةِ الفاضح توهمها بكل قصة نالت بسبب غياب عقلها .. جراح. عليك أن تحتفي بي، فمازلت من كل مواسم الفرح أقطفُ لك وردةً لأهمس بوجهك : «عليك ان تحتفي بي». لا لشيءٍ سوى حاجتي لأن يدركَ طارقُ القلبِ أنني قضيتُ العمرَ أرتبُ فوضَى دواخلي، وأرتق جراحاتها، دون توبةٍ من ذنبِ عشقٍ كان المتهم الأول بافتعال ذاك الخراب الذي خلفه.