إفطار‭ ‬أبناء‭ ‬ود‭ ‬مدني‭ ‬السنوي‭ ‬بقرينسبورو: احتفال‭ ‬بالانتصار‭ ‬والتكاتف‭ ‬الإنساني ‬

114
unnamed-1
Picture of مبارك محمد المبارك

مبارك محمد المبارك

كارولاينا الشمالية - قرينسبورو

 ‬أقام‭ ‬أبناء‭ ‬مدينة‭ ‬ود‭ ‬مدني‭ ‬إفطارهم‭ ‬الرمضاني‭ ‬السنوي‭ ‬في‭ ‬الدار‭ ‬السودانية‭ ‬بمدينة‭ ‬قرينسبورو،‭ ‬وسط‭ ‬أجواء‭ ‬مفعمة‭ ‬بالفرح‭ ‬والابتهاج،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬مع‭ ‬الأخبار‭ ‬السارة‭ ‬عن‭ ‬عودة‭ ‬ود‭ ‬مدني‭ ‬إلى‭ ‬حضن‭ ‬الوطن‭ ‬بعد‭ ‬تحريرها‭ ‬من‭ ‬مليشيات‭ ‬الجنجويد،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬مثل‭ ‬انتصاراً‭ ‬تاريخياً‭ ‬لأهل‭ ‬المنطقة‭ ‬بعد‭ ‬معاناة‭ ‬طويلة‭ ‬من‭ ‬الحرب‭ ‬والتهجير‭.‬

فرحة‭ ‬والتلاحم

جاء‭ ‬الإفطار‭ ‬مميزاً‭ ‬هذا‭ ‬العام،‭ ‬حيث‭ ‬امتزجت‭ ‬بهجة‭ ‬الشهر‭ ‬الكريم‭ ‬بفرحة‭ ‬تحرير‭ ‬المدينة‭ ‬وبداية‭ ‬عودة‭ ‬النازحين‭ ‬إلى‭ ‬ديارهم‭. ‬عبر‭ ‬الحضور‭ ‬عن‭ ‬مشاعرهم‭ ‬الغامرة‭ ‬بالامتنان‭ ‬لله‭ ‬على‭ ‬نعمة‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار،‭ ‬وتجديد‭ ‬الأمل‭ ‬في‭ ‬مستقبل‭ ‬أفضل‭ ‬للسودان‭.‬

تميزت‭ ‬مائدة‭ ‬الإفطار‭ ‬بتنوع‭ ‬الأطباق‭ ‬الشهية‭ ‬التي‭ ‬أعدتها‭ ‬الأسر‭ ‬المدناوية،‭ ‬والتي‭ ‬حملت‭ ‬نكهات‭ ‬سودانية‭ ‬أصيلة‭ ‬مع‭ ‬الأكلات‭ ‬التقليدية‭ ‬الشهيرة‭. ‬والتي‭ ‬نالت‭ ‬استحسان‭ ‬الجميع،‭ ‬مما‭ ‬يعكس‭ ‬روح‭ ‬التعاون‭ ‬والكرم‭ ‬التي‭ ‬تميز‭ ‬بها‭ ‬أبناء‭ ‬ود‭ ‬مدني‭.‬

تخلل‭ ‬الحفل‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الكلمات‭ ‬التي‭ ‬سلطت‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬قضايا‭ ‬هامة‭: ‬

‭- ‬الأستاذ‭ ‬عبد‭ ‬العفور‭ ‬محمد‭ ‬–‭ ‬مدير‭ ‬مدرسة‭ ‬الصناعة‭ ‬والتعليم‭ ‬الفني‭ ‬بمدني‭ ‬سابقاً،‭ ‬رحب‭ ‬بالحضور‭ ‬وأشاد‭ ‬بفكرة‭ ‬الإفطار‭ ‬السنوي،‭ ‬مؤكداً‭ ‬أنها‭ ‬ليست‭ ‬مجرد‭ ‬مناسبة‭ ‬اجتماعية،‭ ‬بل‭ ‬فرصة‭ ‬للتعارف‭ ‬والتكاتف‭ ‬بين‭ ‬أبناء‭ ‬المدينة،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬الحرجة‭ ‬التي‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬الوحدة‭.‬

‭- ‬أما‭ ‬العقيد‭ ‬م‭. ‬مبارك‭ ‬عبد‭ ‬الحفيظ‭ ‬فقد‭ ‬هنأ‭ ‬الجميع‭ ‬بتحرير‭ ‬ود‭ ‬مدني،‭ ‬وشكر‭ ‬الحضور‭ ‬على‭ ‬حفاوة‭ ‬الاستقبال،‭ ‬مشيراً‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬النصر‭ ‬هو‭ ‬بداية‭ ‬الطريق،‭ ‬وأن‭ ‬المرحلة‭ ‬القادمة‭ ‬تتطلب‭ ‬تضافر‭ ‬الجهود‭ ‬لإعادة‭ ‬الإعمار‭ ‬ومساعدة‭ ‬المتضررين‭.‬

‭- ‬كما‭ ‬تحدث‭ ‬المهندس‭ ‬محمد‭ ‬الفاتح‭ ‬معرباً‭ ‬عن‭ ‬أهمية‭ ‬دعم‭ ‬النازحين‭ ‬والمتضررين‭ ‬من‭ ‬الحرب،‭ ‬داعياً‭ ‬الجميع‭ ‬إلى‭ ‬التبرع‭ ‬ومد‭ ‬يد‭ ‬العون‭ ‬لإخوانهم‭ ‬في‭ ‬الداخل‭ ‬السوداني،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬التي‭ ‬دمرتها‭ ‬الصراعات‭.‬

‭- ‬أما‭ ‬الأستاذ‭ ‬جمال‭ ‬حسين‭ ‬فقد‭ ‬أشاد‭ ‬بدور‭ ‬النساء‭ ‬والزوجات‭ ‬في‭ ‬إعداد‭ ‬وجبات‭ ‬الإفطار،‭ ‬مؤكداً‭ ‬أن‭ ‬جهودهن‭ ‬كانت‭ ‬أساس‭ ‬نجاح‭ ‬المناسبة‭.‬

‭- ‬الأستاذ‭ ‬إيهاب‭ ‬عبد‭ ‬الغفور،‭ ‬ونيابة‭ ‬عن‭ ‬الدار‭ ‬السودانية،‭ ‬رحب‭ ‬بالحضور‭ ‬وفتح‭ ‬الباب‭ ‬أمام‭ ‬جميع‭ ‬الروابط‭ ‬والأسر‭ ‬السودانية‭ ‬لإقامة‭ ‬فعاليات‭ ‬مماثلة‭ ‬في‭ ‬المستقبل،‭ ‬مؤكداً‭ ‬أن‭ ‬الدار‭ ‬ستظل‭ ‬منارة‭ ‬للجالية‭ ‬السودانية‭ ‬في‭ ‬قرينسبورو‭.‬

في‭ ‬ختام‭ ‬اليوم،‭ ‬تقدم‭ ‬أبناء‭ ‬ود‭ ‬مدني‭ ‬بالشكر‭ ‬الجزيل‭ ‬لإدارة‭ ‬الدار‭ ‬السودانية‭ ‬على‭ ‬استضافتها‭ ‬الحفل‭ ‬للسنة‭ ‬الثانية‭ ‬على‭ ‬التوالي،‭ ‬مما‭ ‬وفر‭ ‬لهم‭ ‬منصة‭ ‬للتواصل‭ ‬وترسيخ‭ ‬أواصر‭ ‬الأخوة‭. ‬كما‭ ‬عبروا‭ ‬عن‭ ‬أملهم‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هذا‭ ‬اللقاء‭ ‬بداية‭ ‬لمشاريع‭ ‬خيرية‭ ‬وإغاثية‭ ‬تعود‭ ‬بالنفع‭ ‬على‭ ‬أهالي‭ ‬ود‭ ‬مدني‭ ‬والسودان‭ ‬ككل‭.‬

مع‭ ‬عودة‭ ‬الأمل‭ ‬إلى‭ ‬قلوب‭ ‬أبناء‭ ‬المدينة،‭ ‬يتطلع‭ ‬المجتمع‭ ‬المدناوي‭ ‬في‭ ‬المهجر‭ ‬إلى‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬المبادرات‭ ‬التي‭ ‬تعزز‭ ‬التلاحم،‭ ‬سواء‭ ‬عبر،‭ ‬جمع‭ ‬التبرعات‭ ‬لإعادة‭ ‬إعمار‭ ‬المناطق‭ ‬المتضررة‭. ‬وتنظيم‭ ‬قوافل‭ ‬طبية‭ ‬وتعليمية‭ ‬للمناطق‭ ‬المحررة‭. ‬وإقامة‭ ‬فعاليات‭ ‬ثقافية‭ ‬تبرز‭ ‬تراث‭ ‬المدينة‭ ‬وتاريخها‭ ‬العريق‭.‬

بهذه‭ ‬الروح،‭ ‬يثبت‭ ‬أبناء‭ ‬ود‭ ‬مدني‭ ‬أنهم‭ ‬صامدون‭ ‬رغم‭ ‬التحديات،‭ ‬وأن‭ ‬رمضان‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬شهر‭ ‬الصوم،‭ ‬بل‭ ‬أيضاً‭ ‬شهر‭ ‬التكافل‭ ‬والأمل‭.‬

شارك المادة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *