

مبارك محمد المبارك
كارولاينا الشمالية - قرينسبورو
أقام أبناء مدينة ود مدني إفطارهم الرمضاني السنوي في الدار السودانية بمدينة قرينسبورو، وسط أجواء مفعمة بالفرح والابتهاج، لا سيما مع الأخبار السارة عن عودة ود مدني إلى حضن الوطن بعد تحريرها من مليشيات الجنجويد، وهو ما مثل انتصاراً تاريخياً لأهل المنطقة بعد معاناة طويلة من الحرب والتهجير.

فرحة والتلاحم
جاء الإفطار مميزاً هذا العام، حيث امتزجت بهجة الشهر الكريم بفرحة تحرير المدينة وبداية عودة النازحين إلى ديارهم. عبر الحضور عن مشاعرهم الغامرة بالامتنان لله على نعمة الأمن والاستقرار، وتجديد الأمل في مستقبل أفضل للسودان.
تميزت مائدة الإفطار بتنوع الأطباق الشهية التي أعدتها الأسر المدناوية، والتي حملت نكهات سودانية أصيلة مع الأكلات التقليدية الشهيرة. والتي نالت استحسان الجميع، مما يعكس روح التعاون والكرم التي تميز بها أبناء ود مدني.

تخلل الحفل العديد من الكلمات التي سلطت الضوء على قضايا هامة:
- الأستاذ عبد العفور محمد – مدير مدرسة الصناعة والتعليم الفني بمدني سابقاً، رحب بالحضور وأشاد بفكرة الإفطار السنوي، مؤكداً أنها ليست مجرد مناسبة اجتماعية، بل فرصة للتعارف والتكاتف بين أبناء المدينة، خاصة في هذه المرحلة الحرجة التي تحتاج إلى الوحدة.
- أما العقيد م. مبارك عبد الحفيظ فقد هنأ الجميع بتحرير ود مدني، وشكر الحضور على حفاوة الاستقبال، مشيراً إلى أن النصر هو بداية الطريق، وأن المرحلة القادمة تتطلب تضافر الجهود لإعادة الإعمار ومساعدة المتضررين.
- كما تحدث المهندس محمد الفاتح معرباً عن أهمية دعم النازحين والمتضررين من الحرب، داعياً الجميع إلى التبرع ومد يد العون لإخوانهم في الداخل السوداني، خاصة في المناطق التي دمرتها الصراعات.

- أما الأستاذ جمال حسين فقد أشاد بدور النساء والزوجات في إعداد وجبات الإفطار، مؤكداً أن جهودهن كانت أساس نجاح المناسبة.
- الأستاذ إيهاب عبد الغفور، ونيابة عن الدار السودانية، رحب بالحضور وفتح الباب أمام جميع الروابط والأسر السودانية لإقامة فعاليات مماثلة في المستقبل، مؤكداً أن الدار ستظل منارة للجالية السودانية في قرينسبورو.

في ختام اليوم، تقدم أبناء ود مدني بالشكر الجزيل لإدارة الدار السودانية على استضافتها الحفل للسنة الثانية على التوالي، مما وفر لهم منصة للتواصل وترسيخ أواصر الأخوة. كما عبروا عن أملهم في أن يكون هذا اللقاء بداية لمشاريع خيرية وإغاثية تعود بالنفع على أهالي ود مدني والسودان ككل.

مع عودة الأمل إلى قلوب أبناء المدينة، يتطلع المجتمع المدناوي في المهجر إلى مزيد من المبادرات التي تعزز التلاحم، سواء عبر، جمع التبرعات لإعادة إعمار المناطق المتضررة. وتنظيم قوافل طبية وتعليمية للمناطق المحررة. وإقامة فعاليات ثقافية تبرز تراث المدينة وتاريخها العريق.
بهذه الروح، يثبت أبناء ود مدني أنهم صامدون رغم التحديات، وأن رمضان ليس فقط شهر الصوم، بل أيضاً شهر التكافل والأمل.


شارك المادة