إحباط جديد بسبب حارس لا يرقى للمستوى  

522
أبوعشرين
Picture of بقلم: الناجي صالح

بقلم: الناجي صالح

رئيس التحرير

• في مباراة كان من الممكن أن تكون نقطة تحول إيجابية لمنتخب صقور الجديان نحو كأس العالم، عادت الأخطاء القديمة لتطارد المشجعين مرة أخرى، خاصة عندما يتعلق الأمر بالحارس البديل أبو عشرين، الذي تسبب في تعادل منتخب جنوب السودان في الثواني الأخيرة من المباراة. هذا ليس الخطأ الأول لهذا الحارس، الذي أصبح اسمه مرادفاً للإخفاقات المتكررة، مما يطرح تساؤلات كبيرة عن سبب استمراره في تشكيلة المنتخب.  

وللمرة العشرين، لطالما كان أبو عشرين مصدراً للإحباط للجماهير السودانية. ففي أكثر من مناسبة، كانت أخطاؤه الفادحة سبباً مباشراً في خسارة المنتخب نقاطاً ثمينة. هذه المرة، لم يكن الوضع مختلفاً، حيث فشل في التصدي لكرة معكوسة بسيطة تسببت في هدف التعادل، ليتسبب في ضياع جهود الفريق طوال المباراة.  

السؤال الذي يفرض نفسه: كيف ما زال هذا الحارس ضمن تشكيلة المنتخب رغم أدائه المتواضع والمليء بالأخطاء؟ هل يعقل أن يكون السودان، بلد المواهب الكروية، عاجزاً عن إيجاد حراس أكفاء يحمون عرين المنتخب؟  ترك الكثير من المشجعين السودانيين تشجيع المنتخب منذ فترة طويلة بسبب سلسلة الإخفاقات وخيبات الأمل المتكررة. ومع السماع بتحسن الأداء في الفترة الأخيرة، عاد الأمل إلى قلوب الجماهير، لكن (أن تسمع بالمعيدي خير من أن تراه)، كما يقول المثل. فما أن بدأ المشجعون يعودون إلى المدرجات حتى فاجأهم الحارس أبو عشرين بإخفاق جديد، وكأنه يعيد تأكيد أن المشاكل القديمة ما زالت قائمة.  

هجران السودانيين لمتابعة المنتخب كان بسبب سلسلة الخيبات، لكن يبدو أن العودة كانت سريعة جداً، فما أن استعاد الجمهور شيئاً من الأمل حتى جاءت صدمة أبو عشرين لتذكرهم بأن المشاكل الهيكلية ما زالت موجودة.  

لا يمكن للفريق أن يتقدم إذا ظل يعتمد على لاعبين لا يرقون إلى مستوى المسؤولية. يجب على الجهاز الفني والإدارة الرياضية في اتحاد الكرة السوداني مراجعة حساباتهم بجدية، خاصة فيما يتعلق باختيار الحراس. ففي كرة القدم الحديثة، الحارس هو خط الدفاع الأول، وأي ضعف فيه يعني كارثة محققة.  

لا يختلف اثنان على أن الحارس هو عصب الفريق، وخط الدفاع الأخير الذي قد يمنح فريقه الفوز أو يهبه للخصم في لحظة غفلة. للأسف، الحارس البديل أبو عشرين أصبح اسماً مرتبطاً بالإخفاقات المتتالية لمنتخب السودان. ففي أكثر من مباراة، كان سبباً مباشراً في خسارة نقاط ثمينة، سواء بتصديات ضعيفة، أو قرارات خاطئة، أو أخطاء فادحة مثل التي حدثت في مباراة جنوب السودان.  

المثير للاستياء أن الأمر ليس مفاجئاً، فالمشجعون يعرفون جيداً أن وجوده في المرمى يعني أن السودان يلعب بعشرة لاعبين! فكيف يُعقل أن يستمر في التشكيلة رغم كل هذه السقطات؟ أين المسؤولية الفنية؟ وأين البدائل الأكثر كفاءة؟  

في كرة القدم الحديثة، لا مكان للضعفاء، خاصة في مركز حساس مثل حراسة المرمى. لو كان هذا الحارس يلعب في أي فريق أوروبي أو حتى عربي بمستواه الحالي، لتم استبعاده منذ زمن طويل. فلماذا نختلف نحن في المعايير؟ 

ختاماً، الجماهير السودانية تستحق فريقاً يعكس طموحها وتضحياتها. كفانا من التجارب الفاشلة! فلنوقف اعتمادنا على لاعبين ثبت فشلهم، ولنبحث عن مواهب حقيقية قادرة على حمل ألوان السودان بفخر.

الجماهير السودانية يحق لها منتخباً يعكس كبرياءها، وليس فريقاً يكرر الأخطاء نفسها منذ سنوات. لا يمكن بناء مستقبل كروي على أخطاء حراس غير أكفاء. آن الأوان لاتخاذ قرارات جادة، لأن الصبر قد نفد، والهزيمة ليست في الخسارة، بل في عدم التعلم منها. والعار ليس في السقوط، بل في البقاء مكان السقوط. 

ويبقى السؤال الأهم هنا: لماذا يستمر أبو عشرين في التشكيلة؟ هل السودان، بلد المواهب الكروية، عاجز عن إنتاج حراس أكفاء؟ أم أن المشكلة في الإدارة الفنية التي تتعامل مع المنتخب بمنطق المحسوبية وليس الجدارة؟

 

شارك المقال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *