أهمية تكوين نقابات قوية وديمقراطية للمعلمين وعمال التعليم

168
حسن عبدالرضي

حسن عبدالرضي الشيخ

كاتب صحفي

• تلعب النقابات دورًا محوريًا في حياة المعلمين وعمال التعليم، كونها الأداة الجماعية التي تمكّنهم من التعبير عن مطالبهم وتحقيق مصالحهم المشروعة. وتكمن أهمية تكوين نقابات قوية وديمقراطية في قدرتها على تحسين شروط الخدمة، وضمان حياة مهنية كريمة لأعضائها، بما يشمل الحصول على رواتب مجزية، وتحقيق الرضا الوظيفي، وحماية الحقوق، وبناء التضامن المهني.

في ظل التحديات المتزايدة التي تواجه قطاع التعليم، بات من الضروري أن تتأسس نقابات قوية لا تخضع للإملاءات، بل تنبع شرعيتها من القواعد التي تنتخب قياداتها وتراقب أداءها. فالنقابة الديمقراطية هي التي تعبّر بحق عن صوت المعلم والعامل، وتعمل على نقل همومهم إلى مواقع القرار، وتدافع باستماتة عن مطالبهم، سواء في تحسين الأجور أو ظروف العمل أو فرص التدريب والترقي المهني.

وتعد الرواتب المجزية من أبرز القضايا التي يجب أن تتبناها النقابات. فالمعلم الذي لا يكفيه راتبه لسد احتياجاته الأساسية، لا يستطيع أن يبدع أو يؤدي رسالته التعليمية على الوجه الأكمل. لذا، فإن الضغط المنظم والمستمر من قبل النقابات القوية، كفيل بانتزاع زيادات عادلة في الرواتب والبدلات، وربطها بمستوى المعيشة والتضخم، بما يحقق الرضا والاستقرار الوظيفي.

كذلك تلعب النقابات دورًا لا غنى عنه في حماية حقوق منتسبيها، سواء من التعسّف الإداري، أو من الفصل غير العادل، أو من التهميش في مواقع العمل. وهي التي توفّر الغطاء القانوني والتفاوضي للأعضاء، وتعمل على رفع أصواتهم حين يُراد لها أن تُخمد. بل وتمثّل النقابات اليوم خط الدفاع الأول عن كرامة المعلم والعامل التعليمي.

ولا تقل أهمية النقابات في جانبها الاجتماعي والتضامني؛ فهي منبر لترابط المعلمين وعمال التعليم، وتعزيز تماسكهم وتكافلهم. إذ تتيح النقابات فرصًا للتواصل والتعاون، وتبني شبكات دعم متبادلة بين أعضائها، وتغرس فيهم روح الجماعة والمسؤولية المشتركة.

إن بناء نقابات قوية ديمقراطية للمعلمين وعمال التعليم لم يعد خيارًا، بل ضرورة حتمية من أجل النهوض بالتعليم، وتحقيق العدالة المهنية، وصون كرامة كل من يحمل على عاتقه رسالة التعليم والتربية.

 

شارك المقال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *