مصطفى هاتريك

مصطفى عمر هاتريك

كاتب صحفي

• وعندما كان العالم يتحدث عن وصول المركبة الفضائية إلى سطح القمر، دارت في ذهن الشاعر الراحل العبادي تلك المفارقة الغريبة بين التطور العلمي وبين أوضاعنا في السودان، أو ربما قصد دول المشرق بحالها..!

قال (من دون العلم ما بندرك الأوطار

 ورجل العلم حلّق في سمانا وطار

 في تصميمو في المريخ يسوّي مطار

 ولسع نحنا في العرضة ورقيص الطار).

   روي عن الأديب والسياسي المثقف الراحل عمر الحاج موسى، أنه وفي إطار زيارة للولايات المتحدة الأمريكية، قام ضمن وفد بزيارة للمقر الرئيسي لوكالة ناسا الفضائية، فهاله ما رأى من تقدم وتكنولوجيا، وألجمته الدهشة فقال والعهدة على الراوي (تزكرت حينها موقفاً وأنا أشهد بعض الأعراب بسوق رفاعة وقد اشتروا نعالاً شعبياً،، (مركوب) وقد سبق صناع الأحذية من أهل رفاعة ذلك الحين وتميزوا بإنتاج المركوب ذي النعل المبطن،،، 

ظنّ الأعرابي عندما لبس المركوب أنه قد ملك قمة الحداثة، فقال بصوت عال (والله يا ناس رفاعة بعد ده ما فضل ليكم إلا الروح)…

    قرأت مقالاً للزميل الصحفي الناجي حسن تم نشره على هذه الصحيفة، يتحدث فيه عن إعادة إعمار مطار الخرطوم بعد الدمار الذي لحقه بفعل انتهاكات المليشيا المتمردة، التي لم تترك عماراً إلا وألحقت به دماراً، يختصر الكاتب رؤيته بضرورة إعادة بناء مطار جديد بديلاً لمطار الخرطوم، مقدماً خارطة طريق لإنجاز ذلك.

   هذا تفكير خارج الصندوق، أراهن أنه سيصطدم بتلك العقلية المتمسكة بالأفكار البالية، كمثل رمزية المكان، والتفريط في أراضي الدولة، وفرضية الموقع، رغم أننا وقد يسر الله لنا الطواف بعدة مطارات، والسفر لعدة دول، قد لاحظنا أن المطارات تكون خارج المدن أو على أطرافها. 

   إنّ فكرة إعادة الإعمار إذا استندت إلى الترميم كأنما هي إعادة تدوير لتلد أفكاراً ترفض الإعمار المبني على الحداثة والتطوير، ويجدر بنا إعادة النظر في إعادة تخطيط المدن وإتاحة الفرصة لحديث الأفكار. 

داخل الإطار 

استورد مشروع الجزيرة لأول مرة السيارات ذات مغيّر السرعات الاتوماتيكي، بغرض التطوير ومواكبة الحداثة، اعترض بعض مسئولي النقل الميكانيكي على ذلك، بحجة أن هذه السيارات لا يمكن تدويرها 

بـ (الدفرة) إذا ما تعطلت بطاريتها.

 

شارك المقال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *