ذاك الذي يوقظُ غيابُه مخاوفَ طفولتِك، حينَ كنتِ تَحسبين الأعوامَ فرحاً بانقضائِها، لعلَّ عاماً مقبلاً يُعيدُ إليكِ أباكِ من بلادِ الغُربةِ القريبة.
أحِبِّيهِ …
مُبدعاً في حبِّك؛ تعيشين معه عمرَ لحظتِك: طفلةً مشاغبة، صبيّةً هادئة، ثلاثينيةً مختالة، أربعينيةً بين نُضجِ التجاربِ وجنونِ المراهقة، خمسينيةً يكسوها صمتُ الوقارِ وعقلٌ أعظمُ من أن يفكِّرَ في كآبةٍ وحزن، وستينيةً تتجدَّدُ فيها مراحلُ العمرِ برجلٍ يراها كلَّ النساء، وكلَّ الحياة، وكلَّ المراحل ..
فمُنذ أن عرَفتْه، وهي امرأةٌ لا تكبُر؛ يمرُّ عليها العمرُ فتزدَهِر به أكثر، تتشبَّث بوجهِه منذ أن كان شعرُه طويلاً، يبتسمُ إليها مُنكِراً قولَها: «كبرنا»، يهزُّ كتفَه ـ العجوزُ إلّا من يدِها فوقَه ـ ضاحكاً بأنَّه لن يُفارِق سنَّ الشبابِ بها.
قلتُها منذ بدايةِ هذا الحرف : «أحِبِّيهِ مجنونًا»..